الدوحة ساحة التلاقي والحوار

 يأتي مؤتمر الحوار الأفغاني- الأفغاني في الدوحة يومي 7 و8 يوليو الجاري، في إطار الجهود القطرية – الألمانية المشتركة لدعم عملية السلام في أفغانستان، ومن شأن هذا الحوار توضيح الخيارات والفرص التي يشتمل عليها التوافق المباشر بين الأفغان، وفي هذا السياق، أرسلت قطر وألمانيا، دعوات مشتركة إلى الأطراف الأفغانية التي ستشارك على قدم المساواة. تأمل قطر وألمانيا، أن يسهم هذا المؤتمر في بناء الثقة بين الأطراف الرئيسية التي تمثل السواد الأعظم للشعب والمجتمع الأفغاني، بغرض دعم السلام والاستقرار في أفغانستان والمنطقة بشكل عام، وما يميز الجهود القطرية – الألمانية المشتركة، شفافيتها، ووقوفها على مسافة واحدة من الأطراف الأفغانية من أجل دعم مسار السلام. تلعب الدوحة دوراً مهماً من خلال استضافتها لجولات مفاوضات سابقة، وهذا الدور يتسق مع الجهود الدولية، لإحلال السلام في أفغانستان، خاصة أن دولة قطر نجحت، بفضل دبلوماسية المصالحات، في حل عدد من النزاعات أدت إلى تصالح من خلال اتفاقيات سلام. في المحصلة، تقف أفغانستان على مفترق طرق مهم لاغتنام الفرصة الرامية لتحقيق السلام، لذا يعد التوافق المباشر بين الأطراف الأفغانية أحد أهم العناصر اللازمة لأي عملية تقود إلى هذا الهدف، فالأفغان وحدهم قادرون على تقرير مستقبل بلدهم، وعلى المجتمع الدولي دعم وتشجيع مسار السلام حتى ينعم الشعب الأفغاني بالاستقرار والوئاهم. إن استضافة الدوحة لمؤتمر الحوار الأفغاني يؤكد مجدداً رسالة قطر السامية وامتيازها بلعب دور فريد في التقريب بين وجهات النظر وحل الخلافات بالحوار ونشر الاستقرار والازدهار في دول الشرق الأوسط، وهو دور موثق في صفحات التاريخ الحديث، حيث جمعت الدوحة الأطراف المتنازعة من لبنان إلى دارفور وغيرهما، وهذا ما يجعل الدوحة ساحة دائمة للتلاقي والحوار.