11 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أحد المطالب المُستغربة لدول الحصار إغلاق شبكة قناة الجزيرة، ولفهم هذا المطلب علينا فهم العقلية العربية التي تفكر بهذا المنطق، أي الإقصاء والتدخل في سيادة دولة أخرى كما فعلت دول الحصار. لم تتعود بعض العقول العربية على حرية التعبير ولا تستطيع أن تتفهم اختلاف الآراء، أو تتقبل وجهات النظر المغايرة لتلك التي تعتنقها، وودت بعض الأصوات لو تكمم الأفواه وحتى تصل لتقطع رؤوس من يختلف معها بالرأي، والدلالات والشواهد في التاريخ العربي المعاصر عديدة فكم من الاعتقالات والاستهدافات المتعمدة للصحفيين والكتاب تصل لحد الاغتيال لإسكاتهم. لذا جاء مطلب من يدافع لإغلاق قناة الجزيرة مفهومًا "لكن مرفوض قطعًا" إن فهمنا كيف تفكر تلك العقليات والدول التي تضايقها قناة إخبارية لدرجة التدخل في سيادة دولة قطر والمطالبة بإغلاقها. وللاستدلال على فهم عقلية المطالبين بإغلاق قناة الجزيرة، فهؤلاء قطعوا كل وسائل الإعلام التي تختلف مع وجهات نظرهم وتوجههم، وأبقوا على إعلام غير محايد ذي وجهة نظر أحادية ويتبع أيدلوجيات معينة. أي أنهم عطلوا العقول وأرادوا منع الفرد من التفكير باستقلالية، بل نصبوا أنفسهم للتفكير بالنيابة عن الأفراد بينما يعطل الفرد عقله ويسلمه للإعلام الذي سُمح له بمشاهدته وقراءته والاستماع إليه دون سواه.استُهدفت الجزيرة مرارًا لا لشيء سوى أنها تقدم وجهة نظر مختلفة أو تطرح آراء لا يُراد لها أن تظهر للعيان، ومن ثم كانت هنالك محاولات لاستهداف قناة الجزيرة عسكريا أو إنشاء قنوات بديلة للجزيرة. فقناة الجزيرة قُصف مكتبها أثناء تغطيتها للحرب الأمريكية في أفغانستان عام ٢٠٠١، ثم تبين في تسريب بأن جورج بوش أراد قصف مقر الجزيرة في الدوحة لتغطيتها الحرب في العراق، ثم فتحت قنوات تلفزيونية كان هدفها الأول منافسة الجزيرة، فافتتحت العربية عام ٢٠٠٣، ومن ثم مولت الحكومة الأمريكية وافتتحت قناة الحرة في ٢٠٠٤، وباتت هنالك محاولات لبث قنوات منافسة أو تهديد العاملين في الجزيرة وقصف مكاتب القناة حين لا يعجب مسؤولي الدول ما يشاهدونه على شاشة الجزيرة. لا يمكن فهم مطلب إغلاق قناة الجزيرة دون أن نفهم سيكولوجية وعقلية المروجين لهكذا قرار، فمن يمنع حرية الوصول للمعلومات ومن يسجن ويُغرم أشخاصا لإبداء آرائهم أو تبني مواقف مختلفة، لا يمكنه فهم معنى حرية الرأي. المستغرب خشية الدول من منصة إعلامية، وهنا نتساءل أهذه الدول هشة لهذا الحد، أم أن الجزيرة مؤثرة لهذه الدرجة؟ المؤكد أن تلك المطالب بُرمتها وضعت لترفض، وبطبيعة الحال سترفض.