10 سبتمبر 2025

تسجيل

التفريط في عمل اليوم والليلة

03 يوليو 2016

ونحن في الليالي الأخيرة من رمضان ، نتذكر أن رمضان فرصة للانطلاق لا للقعود ، هو مدرسة تتزود منها لبقية العام ، لكن الملاحظ أن من آفات البعض بعد رمضان تفريطهمفي عمل اليوم والليلة ، وهذا ما نتعرف عليه في النقاط التالية:أولاً : مفهوم التفريط في عمل اليوم والليلة :التفريط لغة : التقصير في الأمر وتضييعه حتى يفوت قال في اللسان ( وفرط في الأمر يفرط فرطا أي قصر فيه وضيعه حتى فات كذلك التفريط ) وفرط في الشيء وفرطه ضيعه وقدم العجز فيه والتنزيل :{ أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله }.أي أنيبوا إلى ربكم وأسلموا له مخافة أن تصيروا إلى حال الندامة للتفريط في أمر الله ، وعمل اليوم والليلة في اللغة هو الوظائف أو الواجبات التي ينبغي للمرء الحفاظ عليها أعم من أن تكون دنيوية أو أخروية وعليه فإن التفريط في عمل اليوم والليلة لغة هو : التقصير أو التضييع للوظائف أو الواجبات التي ينبغي للمرء الحفاظ أو المواظبة عليها دنيوية كانت أو أخروية أو هما معا حتى تفوت.واصطلاحا : التقصير أو التضييع للوظائف العبادية التي ينبغي للمسلم الحفاظ والمواظبة عليها في اليوم والليلة حتى يخرج وقتها وتفوت مثل النوم عن الصلاة المكتوبة ومثل إهمال النوافل الراتبة أو ترك قيام الليل أو صلاة الوتر أو صلاة الضحى أو تضييع الورد القرآني أو الأذكار أو الدعاء أو المحاسبة للنفس والتوبة والاستغفار أو التخلف عن الذهاب إلى المسجد وعدم حضور الجماعة بغير عذر ولا مبرر أو عدم فعل الخيرات الأخرى أو إهمال الآداب الاجتماعية : من عيادة المرض وتشييع الجنائز والسؤال عما في الناس ومشاركتهم أحوالهم في السراء والضراء ..... إلى غير ذلك من الطاعات أو العبادات .ثانيا : أسباب التفريط في عمل اليوم والليلة :وللتفريط في عمل اليوم والليلة أسباب تؤدى إليه وبواعث توقع فيه نذكر منها :(1) التلطخ أو التدنس بالمعصية :بأن يكون المسلم غير محترس أو متحرز من المعصية لا سيما الصغائر تلك التي يستهين بها كثير من الناس ولا يولونها رعاية أو أهمية وحينئذ فلابد من العقاب ويكون العقاب بأمور كثيرة من بينها التفريط في عمل اليوم والليلة وصدق الله العظيم : { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } وجاء عن الحسن البصري مرسلا قوله : لما نزلت هذه الآية { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير } قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( والذي نفس محمد بيده ما من خدش عود ولا اختلاج عرق ولا نكبة حجر ولا عثرة قدم إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر )