10 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); بعد عقدين من الزمان نعود للدوحة وللشرق ، وذو الشوق القديم المقيم بحاجة لبوابة تعبر به هوناً دهشة اللقاء .. مدخلٌ يجعل الدرب مهاداً نحو قراءةٍ متأنية للأشياء والأحداث على هدىً من ( حصيد الأزمنة ). ورغم وفرة القواسم المشتركة إلا أن الرقم ( ستة ) من غير الممكن تجاوزه . العام 1996 غادرت الدوحة بعد أن قدرت أن يكمل الأبناء دراستهم بالسودان . ولقد كان قدري أن أعمل مع الصحف الثلاث ؛ بالشرق ثم بالوطن على التوالي هنا في الدوحة ، ثم مراسلاً للراية ثم للشرق من السودان. ثم أن عقداً من الزمان تصرَّم متعجلاً قبل أن أهبط الدوحة عام 2006 ضيفاً على برنامج الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة . وأخيراً وبعد عقدٍ آخر وجدتني أُنيخ الراحلة العام 2016 في عودٍ أُحسِّنُ الظن في الله أن يكون أحمداً . وإذا كان حسن الظن في الله هو المعراج لإدراك المبغى ، فقد تبدت بشاراته عبر هذا التكرار العقدي إذ ظللت بالدوحة حتى بواكير العام 1996 ، ثم عدتها العام 2006 وأجدني بها منتصف العام 2016 . وأي فألٍ حسنٍ أن يلتئم الشمل بالدوحة .. بالشرق و بإعلام قطر النابض الناهض ، المتوثب دايناميكيةً لا تعرف الخمول في هذا الشهر الفضيل!.. وقطر ليست حديثة عهد بالإعلام النابه بل أنه معجون في جينة تكوينها.. يا دوحةَ أغرت عيون العارفين فآنسوا نوراً لديك .. في البدء كانت مجلة الدوحة .. يفعاً كنا ننفض الغبار في أدراج من سبقونا في التحصيل عن مجلتي (العربي) الكويتية و ( الدوحة ) القطرية ( ملتقى الإبداع العربي والثقافة الإنسانية) ، وما لبثت الثانية أن تفردت وتميزت ثم سادت عندما تنادى إليها المبدعون والمثقفون القطريون والعرب وغيرهم .. د. محمد ابراهيم الشوش .. رجاء النقاش .. إبراهيم أبو ناب .. طاهر الشهابي.. فايز صياغ .. مازن حجازي .. عماد العبدالله .. د. على أحمد الكبيسي.. خوان غويتسولو .. الطاهر بنجلون .. ستيفانو بيني وغيرهم ..كان أول العهد بها - وكنت حينها تلميذاً بالمتوسطة - مقالٌ حول الشاعر ديك الجن بقلم د. محمد المنسي قنديل .. استلبتني تماماً إحاطة الرجل بكل ما له علاقة بالشاعر وحيوية الأسلوب وتدفقه وأدمنتها .. ثم رويداً نهضت صحافة قطر كصحافةٍ لكل العرب تعالج شؤونهم بكل الحذق المهني ، والجرأة العلمية والموضوعية وتستصحب في ذات الوقت المصالح القومية العليا للأمة . ثم رويداً اكتسب إعلام قطر المقروء والمسموع والمشاهد صفة العالمية عن جدارة واستحقاق على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية مبلغ أن تجاوز جلً إعلام العالم الأول وأضحى يُحمِّل من يسعى لمنافسته منهم رهقا.. العود الأحمد وعدٌ .. يتلاصف برقٌ ليس بخٌلَّب وسحائبه ليست بجهام. سبأ أكبر الأبناء غادرها وقد أكمل الصف الثالث الإبتدائي يعود زائراً لها وهو أبٌ لطفلين ومراسلٌ لقناة الغد العربي ومنتج لقناة بي بي سي العربية من السودان ، وتسليم التي ولدت بالدوحة وغادرت بنت عامٍ وبعض عام ظلت تحتج بأنه من غير المعقول ألا تشاهد بقعةً شهدت صرخة ميلادها .. عقدان من الزمان تصرما وما يمل الأبناء يتلمظون عذوبات ( قرنقعو قرقاعو ) ، ويتذوقون – يفعاً – رائعة الشاعر خلف بن هذال العتيبي بصوت الفنان علي عبد الستار : يا حبيبي ترى القلب بعدك سرح وانجرح جرح ما شفت مثله جريح المحبة تجر الموالف جر الشجر وانت الأرواح جريتهاحفظت هذا المقطع من خلال كثرة ترديدهم لتلك الأهزوجة دون أن يعوا حتى معانيها آنذاك . و ربما أن ( المحبة ) التي ( تجر الموالف جر ) هي المسؤولة عن الإبقاء على الدوحة عالقة في الذاكرة الغضة كما العطر الأصيل .. ومرةً أخرى تبسط الشجرة الوريفة سرادق الظل والحل .. ترفد القادمين نخوةً وقهوةً وصهوةً تصالح بينهم وغدٍ تتعشمه البصائر وتعاينه الأبصار قريباً ..