18 سبتمبر 2025
تسجيليأتي الاجتماع الطارئ لأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في دولة الكويت الشقيقة، استجابة سريعة وفاعلة للتحديات الأمنية غير المسبوقة التي تمر بها المنطقة، وموقفا صلبا من دول التعاون تجاه الأعمال الإرهابية الأخيرة.الاستجابة السريعة من دول مجلس التعاون كانت موفقة نظرا لما تمر به المنطقة من أعمال إرهابية سواء في سوريا والعراق وتنامي تنظيم "داعش" والمتمردين الحوثيين في اليمن ومجازر بشار، وسعي إيران نحو امتلاك أسلحة الدمار الشامل، إلى غير ذلك مما قد ينشأ نتيجة الاحتقان الشديد بعدد من دول المنطقة وآثاره على دول مجلس التعاون.إن دول المجلس تعي المخاطر المحدقة بالمنطقة وبها خاصة والأيدي التي تعمل في الخفاء لتفتيت اللحمة المجتمعية، وهدم الصرح التنموي الذي شيدته في العقود الأخيرة، عبر مسارات متعددة، لعل أخطرها تغذية مشاعر الطائفية المقيتة، والتي لم تعرفها الشعوب الخليجية على مدى تاريخها العتيق. وقد جاء الحادث الإرهابي بمسجد في الكويت الشقيقة في إطار مساعي هذه الأيدي الخبيثة، الراغبة في تصديع البناء الشامخ لدول الخليج، واستدراج دول التعاون نحو الانشغال بها عن قضيتها الرئيسية، في دعم العمل الخليجي والعربي والإسلامي والسعي نحو وحدة شاملة بين الشعوب العربية والإسلامية.ولا شك أن أصحاب المعالي وزراء الداخلية على يقين بهذه المخاطر وغيرها من المصالح المشتركة التي حتمت الإسراع إلى هذا الاجتماع الطارئ، لتدارس الامر والبحث في مسبباته وأبعاده المحلية والإقليمية والدولية؛ لتكوين رؤية واستراتيجية أمنية خليجية موحدة، لمواجهة مثل الأعمال الإرهابية، وحماية لأمن المواطن الخليجي، وتقديم صورة مشرفة وعاقلة لمواجهة الإرهاب، في إطار قانوني وعمل جماعي موحد.ان شعوب المنطقة تتطلع الى بلورة استراتيجية خليجية لمواجهة الارهاب بجميع صوره، وآليات سريعة وفاعلة تمنع وقوعه في المستقبل.