13 سبتمبر 2025

تسجيل

يا باغي الخير أقبل

03 يوليو 2014

لك الحمد مولانا على كل نعمة، ومن جملة النعماء قولي لك الحمد، لك الحمد على الإسلام، ولك الحمد على القرآن، ولك الحمد أن أبقيتنا حتى أتى رمضان.هو رمضان درة الشهور وبدرها، وشمس العبادات وقمرها، هو الشهر الذي جعله الله مدرسة للمؤمن يتخرج فيها ربانيا تقيا.ما أعظمه من فضل، وما أكرمها من نفحة تحتاج فيما تحتاج إلى تعرض كما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده) (الطبراني).يقول ابن الجوزي: "رمضان أشبه ما يكون بنبي الله يوسف عليه السلام، وذلك من وجوه: الوجه الأول: يوسف بين إخوانه كالبدر وكذا رمضان بين سائر الشهور، والوجه الثاني: يوسف له أحد عشر أخا هو أتقاهم وأفضلهم، وكذا رمضان بين الأشهر الأحد عشر هو أفضلهم، والوجه الثالث: لما قابل يوسف إخوانه قال لهم: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم، وكذا رمضان إذا قابل الصائمين القائمين إيمانا واحتسابا لله، قال بلسان الحال: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم، والوجه الرابع: إن يعقوب لما أتته بشارة يوسف — قميصه — رد الله إليه بصره، وكذلك رمضان إذا قابل ببشارته أهل الصلاح رد إليهم بصائرهم"ما أروعه من شهر يتربى فيه أهل الصلاح على الطاعة والمغفرة، ما أجمله من شهر ينتظره أهل الإيمان لما يعرفون من فضله، ما أفضله من شهر مهيب له في قلوب المسلمين هيبة وتعظيما لما فيه من فضائل وخيرات، ومنها:أولا: تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد مردة الشياطين وعصاتهم، فلا يصلون ولا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه من قبل، قال صلى الله عليه وسلم" إذا دخل رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين" وفي رواية: " إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة [البخاريثانيا: من فضائل شهر رمضان أن فيه ليلة هي خير من ألف شهر، خير من عمرك كله قال تعالى: "ليلة القدر خير من ألف شهر" لليلة مباركة يكتب الله تعالى فيها ما سيكون خلال السنة، فمن حرم أجرها فقد حرم خيراً كثير، قال صلى الله عليه وسلم:" فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم" رواه أحمد والنسائي وهو صحيح. ومن قام ليلها إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، قال صلى الله عليه وسلم: " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" متفق عليه. وفي رواية أخرى: " ومن قامها إبتغاءها، ثم وقعت له، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر" رواه: أحمدهذه بعض الفضائل وفي المقال القادم إن شاء الله نتعرض للبعض الآخر، اللهم تقبل صيامنا وقيامنا وسائر أعمالنا. يا باغي الخير(2)رمضان شهر النفحات، وقد ذكرنا بعضا منها في المقال السابق، واليوم نكمل البعض الآخر.رابعا: من ميزات هذا الشهر الكريم أن من فطر فيه صائماً فله مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجر الصائم شيئاً، قال صلى الله عليه وسلم: " من فطر صائماً فله مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء" حسن صحيح رواه الترمذي وغيره.خامسا: من ميزات هذا الشهر كذلك: كثرة نزول الملائكة، قال تعالى: تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَاسادسا: ومن ميزاته كذلك: أن العمرة فيه تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم، ففي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم: " عمرة في رمضان تعدل حجة" أو قال: حجة معي"سابعا: وكذلك مما تميز به رمضان: أكلة السحور التي هي ميزة صيامنا عن صيام الأمم السابقة، وفيها خير عظيم كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر" رواه مسلم، وكذلك بشارته لمن تسحر بالبركة، وهي لفظة تشمل كل أنواع البركة، قال عليه الصلاة والسلام: تسحروا فإن في السحور بركة "متفق عليهثامنا: ومن ميزاته كذلك: أنه أحد أسباب تنزل المغفرة وتكفير الذنوب والخطايا، قال صلى الله عليه وسلم: " الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان الى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر "تاسعا: ومما تميز به هذا الشهر الفضيل عن سائر الشهور: صلاة التراويح، والتي يجتمع المسلمون فيها رجالا ونساءً في بيوت الله تعالى لأداء هذه الصلاة، ولا يجتمعون في غير شهر رمضان لأدائها.عاشرا: وكذلك تميز هذا الشهر الكريم: بأن الأعمال فيه تضاعف عن غيره، فحين سئل النبي صلى الله عليه وسلم: " أي الصدقة أفضل قال: صدقة في رمضان" رواه الترمذي والبيهقي. وقد كان النبي أجود ما يكون في رمضان ففي الصحيحين عن بن عباس رضي الله عنهما قال: { كان النبي صلى الله عليه وسلم: "أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان"وهكذا تتضح مكانة شهر رمضان الذي خص الله تعالى به هذه الأمة، وليعلم المؤمنون واسع فضل الله عليهم بهذا الموسم الرباني.