16 سبتمبر 2025
تسجيللا يزال العدوان الاسرائيلي يتواصل على الشعب الفلسطيني، على خلفية قضية المستوطنين الثلاثة، التي أشعلت الاوضاع ورفعت التوتر الى درجة الغليان، بعد ان استغلت حكومة الكيان الصهيوني الحادثة لتنفيذ هجمة انتقامية شرسة ضد الفلسطينيين، شملت البشر والحجر وروعت المدنيين الابرياء في بلداتهم وقراهم، من خلال حملات المداهمة والاعتقالات الواسعة النطاق في الضفة الغربية، التي اسفرت حتى يوم امس عن اعتقال 629 فلسطينيا بينهم 10 نواب عن حركة "حماس" وعشرات الاسرى المحررين من سجون الاحتلال الاسرائيلي، بجانب العدوان والغارات الجوية المستمرة على قطاع غزة.وقد تصاعدت جرائم الاحتلال وعصابات المستوطنين ووصلت ذروتها امس، باغتيال الفتى الفلسطيني الشهيد محمد حسين أبو خضير، الذي تم قتله وحرق جثته بواسطة قطعان المستوطنين بعد خطفه وهو في طريقه لاداء صلاة الفجر.ان الجرائم العنصرية البغيضة والبشعة التي ظلت ترتكبها عصابات المستوطنين، في الضفة الغربية والقدس المحتلة، تحت حماية وغطاء جنود الاحتلال، فاقت كل تصور، وهي افعال تشكل جرائم حرب وتتحمل مسؤوليتها دولة الاحتلال الصهيوني.وما من شك أن تقاعس الحكومات العربية والإسلامية عن اتخاذ موقف حاسم ورادع للاحتلال الإسرائيلي يتجاوز التصريحات والادانات والشجب، هو ما يغري هذا الكيان الغاصب بالاستمرار في ارتكاب جرائمه البشعة ضد الفلسطينيين، لذا فإن المطلوب من الأمة العربية الاسلامية ان تتوقف عن هذا التخاذل والتقاعس ازاء هذه الانتهاكات، ذلك ان الاوضاع المتفجرة في الاراضي الفلسطينية باتت تفرض على الامة انتهاج استراتيجية جديدة، للجم الغطرسة الصهيونية المتزايدة ودفع المجتمع الدولي للتعامل بجدية مع المطالب والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.ان المجتمع الدولي مطالب ليس بالاستنكار والادانة فقط لهذا الحادث الذي جاء في اطار سلسلة من الجرائم المتواصلة؛ وانما بالعمل على تحمل مسؤولياته من أجل توفير الحماية للشعب الفلسطيني الأعزل، الذي يواجه التنكيل والقمع من عصابات المستوطنين ومن سلطات الاحتلال نفسها كل يوم.