16 سبتمبر 2025
تسجيلهي مرحلةُ مشاركةِ الجيل الشاب في إدارة شؤون الدولة بقيادة صاحب السمو الأمير المفدى، كما قال سمو الأمير الوالد. ولأنها كذلك، كان لابد من هيئة رسمية تُعنى بشؤونهم، تكون جهة عليا يوكل إليها وضع وتنفيذ المخططات الخاصة برعايتهم، وتبني مواهبهم وإبداعاتهم، وإعدادهم لدخول سوق العمل وممارسة الدور المأمول منهم في السير قدماً بالبلاد نحو مزيد من النمو الحضاري والمدني والمجتمعي والاقتصادي. فكان إنشاء وزارة الشباب والرياضة من أول ملامح عصر الشباب في دولة قطر. المطلوب من الوزارة الوليدة أن تتخلى عن الدور المحدود الذي قامت به الهيئات الشبابية السابقة التي كانت تُعنى بالمواهب كعملٍ منفصل عن عملية التنمية. فالوزارة، تمتلك سلطات كبيرة تجعلها مُطالَبَـةً بإيلاء الشباب من الجنسين اهتماماً يصل إلى التنسيق مع المجلس الأعلى للتعليم والوزارات الأخرى لإعداد برامج وطنية تُعنى بإعداد وتأهيل الشباب من الجنسين لممارسة المسؤولية العملية وفقاً لتوجهاتهم و قدراتهم المعرفية والعلمية، بحيث يكون دخولهم معترك العمل العام والخاص بمثابة مرحلةٍ للعطاء والبناء على أسس سليمة. تميز العمل الشبابي والرياضي في العقدين الماضيين بأمرين مهمين هما التجربة والاستفادة من تجارب الدول الأخرى، مما أسهم في ترسيخ رؤى وطنية قطرية ذات أسس تتصل بالإمكانات ولا تنفصل عن الواقع. فشهدنا إنجازات كبيرة تمثلت في بروز دور الشباب القطري علمياً وفكرياً ورياضياً على المستوى الإقليمي والدولي. ورغم ذلك فإنَّ الجهود الجبارة الصادقة كانت غير منظمة بصورة تعكس ما يشهده المجتمع والدولة من تَقَدُّمٍ، وإنما كانت جهود تتصل بجهات عديدة لا صلةَ فعليةً بينها . ولا نشك للحظة أنَّ سعادة وزير الشباب و الرياضة و طاقم المسؤولين في الوزارة، لا يغيب عنهم هذا الأمر، و أنَّ لديهم رؤية واضحة لتوحيد الجهود والإشراف عليها، والتنسيق مع كل الجهات لتفعيلها بهدف تحقيق النتائج المرجوة منها على المستوى الوطني . إنَّ المرحلة الجديدة التي يقود خلالها البلادَ صاحب السمو الأمير المفدى ، مرحلةٌ مصيرية لأنَّها تهدف للاستفادة من سابقتها التي شهدت نمواً هائلاً في كل المجالات بقيادة سمو الأمير الوالد. وبذلك تكون الأيام القادمة هي المحك في تحقيق رؤية سموه لقطر ٢.٣٠م، وهي الَّلبِـنَـةُ الأولى في بناء وطنٍ خرج لتوه من العالم الثالث ودخل العالم الثاني بإنسانه و إمكاناته التي أتيحت لها قيادة حكيمة تؤكد دوماً على أنَّ قطر بلدُ الإنسان المبدع دائماً ، بإذن الله.