25 سبتمبر 2025
تسجيليلد الخريف عباءةً، والليل مفتاح النهارْ. والليل داجٍ داكنٌ ، خطواته كالرعب مرّت فوق عشبٍ لم يزل يمحو التجاعيد القديمة للقفارْ. والليل وهنٌ موجعٌ ، ما بين ثائرة وثارْ لا ليس هذا الليل مائدة لنصّي ، غير أن الحزن قد أوفى ولم يسدل على النصّ الخمارْ ** لاتمحُ وجهك حين تخذلك المرايا ، هذي الطلول تكاثرت و الآنَ تذبحك القصيدة ، تأخذ الأطفال نحو أغنيةٍ شَموسٍ لا تنامُ ، و تأخذ المرعى لماشيةٍ ، وتحرس الليل الطويل من الذئاب ، تعدّ ميراثاً مديداً للدماء ، " بين الدخول فحوملٍ" قمرٌ كسولٌ ينحني للنخل حين يهزّها ولد الحنين ، فتسأل البدوَيّ في غسق الليالي عن شآمِك. عد ملء نصّي إنّ أصحابي هناك ، تقاسموا راياتهم ، ناديت حادي الريح أمهلني قليلاً ، خذ بعض قلبي ريثما ينحاز هذا السيل للأرض الضعيفة، خذني هناك لأرتدي جهةً تبدّت في حطامِكْ. ماريت كل سفينة تسعى إلى الجزر البعيدة ، قارفت مرثية َالقبيلة ِ، ورأيت في المرعى ذئاباً تخطف النصّ الجديد، رأيت أهلي يرفعون أكفّهم نحو السماء، رأيت فأساً مترعاً بالدم ، ورأيتهم ملء المشاهد ِ يركضون، جثثاً تَبَعثُرُ في جثث، جثثاً تفتّش عن جدث، يا أيها السوريّ يا مرياعنا ، يا خطوة الوعد الوليدة ، خذ بعض قلبي ريثما ينحاز هذا السيل للأرض الضعيفة، ريثما يرتاح حزني، لأدسّ نبضي في غمامِكْ. عد ملْء نصّي ، لا تأتِ مرتبكاً وتتركَ دفتري ، لم أكتبِ الأحزان بعدُ، ولم أجوّد في الضغينة ، كل من في الدار هم أهلي، وكلّ مواجعي ميراث هذا الشرق من حبرٍ تأبّد في الطروس، عد ملء نصّي الآن يا وطني الشهيد، عد لأحترف التحية في المواسم، عد لأركض في سلامِكْ. ** في كلّ حربٍ يشهر القتلى محبّتهم فيظنّ قاتلهم بأنه شهم نبيلٌ يحمل الأوزار عن موتٍ تعدّد عند أكثر من سببْ في الحرب نبحث عن غضب عن شارعٍ يبكي ويصرخ عالياً متوعّداّ :" هل من عرب؟" في الحرب نبحث عن حطبْ