09 سبتمبر 2025
تسجيلإنهُ لشيء عجاب كيف يستطيع بضع آلاف من المدافعين عن غزة مواجهة جيش جرار بحجم الجيش الإسرائيلي الذي تدور في شرايينه دماء عدة دول عظمى تمده بمختلف المقومات التي تجعله أكثر استمرارية في عدوانه وأكثر فتكاً بالشعب الفلسطيني لكي تبيده عن بكرة أبيه، ولا تقوم له قائمة تذكر بعد اليوم ويتم نسيان بأن هناك ما زال شعب محتل أو هناك قضية فلسطينية وشعب مظلوم يعاني شديد المعاناة. لكن المدافعين عن غزة وقفوا في وجه هذا الجيش الكبير وكبَّدوه خسائر كبيرة على مختلف الأصعدة بإمكانياتهم التسليحية البسيطة وهي من صنع أيديهم وما فعلوه عجزت عن فعله الجيوش العربية مجتمعة في سابق السنين والتي انهزمت في كثير من الحروب. ولا شك بأن هؤلاء من المقاومين يملكون أسلحة نادرة قد لا توجد إلا عندهم فبعد إيمانهم بالله وبعدالة قضيتهم يملكون سلاحا جبارا، سلاح التضحية والفداء والبطولات. كذلك يملكون سلاح الصبر الجميل ورباطة الجأش وهم يرون ماذا تفعل إسرائيل بأبنائهم ونسائهم وآبائهم وأمهاتهم بل بكل ما يملكون. وبرغم فظاعة الألم وجراح القلوب التي تنزف دمعا ودما لم يثنِهم ذلك عن مواصلة القتال ضد المحتل، فمن يملك كل هذا بالله عليكم كيف يُهزم مهما حصل فلن يخسر أكثر مما خسر. وبتخلي العرب عنهم فالعرب من المعلوم ليس لهم وجه يعرفون به في الظاهر شكل وفي الخافي لهم أشكال عدة ومن يعقد الآمال عليهم فلا شك بأنه خسران وندمان، فهم إذا تحدثوا كذبوا وخاصة عن ضرورة نصرة الشعب الفلسطيني، فأفعالهم لا تدل على ذلك فالواقع وكل الدلائل تشير إلى استحالة استئصال المقاومة من غزة ومن ظن ذلك فإنه أحمق حتى ولو ظلت الحرب سنين فسوف تخسر إسرائيل أكثر وأكثر ولن تصل إلى نتيجة. وربما لن يحكم غزة أو حتى فلسطين إلا أصحاب التضحيات الجسام من الذين رووا أرض فلسطين بدمائهم ودماء أحبائهم فهم يملكون شخصية قوية ونزاهة لا تتوافر في غيرهم من تجار القضية من الذين ركنوا لعالم المال والأعمال وإلى الفرش الوثيرة والحياة المترفة.