22 سبتمبر 2025

تسجيل

بيانات قمم مكة تكشف النوايا للاستئثار بالمواقف وتكريس المحاور

03 يونيو 2019

البيانات الصادرة عن قمم مكة تضمنت مواقف مريبة اثارت الكثير من التساؤلات. ولهذا جاء حديث سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية ليضع النقاط على الحروف ويجدد التأكيد على مواقف قطر الثابتة والراسخة لقضايا الامتين العربية والاسلامية معلنا تحفظ قطر على بياني القمتين العربية والخليجية لتعارضهما مع السياسة الخارجية لدولة قطر. كاشفا ان بيان القمتين كانا جاهزين مسبقا ولم يتم التشاور حولهما. لقد جاءت مشاركة قطر في قمم مكة من منطلق حرصها على العمل العربي المشترك عبر احياء الاطر الاقليمية المنظمة لهذا العمل والمتمثل بمجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية. غير ان المفاجأة كانت ان هناك من يصر على سياسة المحاور والامعان في سياسة الشقاق عبر فرض موقف محور على سائر الدول وذلك عبر اصدار بيانين عن القمتين الخليجية والعربية بدون مشاركة الدول الاعضاء في صياغتهما. وهذا ما استلزم اعلان قطر موقفا رسميا وصريحا بالتحفظ على مضمون البيانين. لقد تضمن البيان الخليجي بندا يتحدث عن الوحدة الخليجية وتماسك الدول الخليجية فكيف يمكن الحديث عن الوحدة في ظل استمرار الحصار الجائر المفروض على قطر. في حين كان المطلوب ان يتضمن مبادرة لايجاد حل للازمة الخليجية او على الاقل اعلان نوايا تبشر بالحل. أما على الصعيد العربي فقد كان هناك تجاهل متعمد للقضايا المهمة في المنطقة كقضية فلسطين والحرب في ليبيا واليمن. خصوصا ان قطر ترفض بشكل قطعي وحاسم كل ما يتناقض مع الثوابت الفلسطينية. وفي الشأن الاقليمي كان اللافت في البيانات رفع السقوف وتأجيج التوتر في المنطقة في حين ان المطلوب طرح اسس واضحة للحوار لخفض التوتر مع ايران وابعاد شبح الحروب عن المنطقة. وكانت المفاجأة التالية هي تنطع مملكة البحرين ومعها قرقاش لمهاجمة التحفظ القطري على بياني قمتي مجلس التعاون والجامعة العربية. ولذلك علق سعادة السفير أحمد بن سعيد الرميحي مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية قائلا: إنه عندما يصل الأمر لإصدار بيان من قبل خارجية البحرين على تحفظ دولة قطر على بياني القمتين الخليجية والعربية، وقبله قرقاش مغرداً حول نفس الموضوع، نخرج بدلالة على الحالة المزرية التي وصلت لها هذه الدول المارقة. لم يحتمل وزير الخارجية البحريني الذي يسعى لتزييف الحقائق قوة التحفظ القطري الذي استند الى الادلة والبراهين، حيث ان اللغة العقلانية والحكيمة التي تدعو الى تغليب الحوار على الاستنفار واستنزاف طاقات المنطقة وشعوبها لا تروق للبحرين التي ترغب بتأجيج الصراع واشعال الفتن في الخليج. لقد جعل الوزير البحريني نفسه محكما وكأننا كنا في مسابقة تلفزيونية، ليصرح بأن مشاركة قطر كانت ضعيفة وغير فاعلة ولا تتناسب بأي حال من الأحوال مع أهمية هذه القمم وخطورة الظرف الذي انعقدت فيه والغايات المنشودة منها في الحفاظ على الأمن القومي المشترك ومواجهة التحديات التي تهدد الدول العربية والإسلامية وتقوية سبل ودعائم العمل المشترك بما يحفظ للمنطقة أمنها واستقرارها ويرسخ السلم فيها. تلك الاتهامات بدون دليل لا تليق بأن تصدر من وزير مسؤول عن الشؤون الخارجية وإلا فليقدم أدلته على ضعف المشاركة القطرية التي كانت على مستوى رئيس الوزراء وكيف حدد هو أن المشاركة لا تتناسب مع خطورة الظرف الذي انعقدت فيه القمم، وقد اهتم الاعلام العالمي كله بالمشاركة القطرية وبحكمها وبكافة تحركات وبلقاءات معالي الشيخ عبد الله بن ناصر رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في القمم. لقد شهد العالم بوسائل اعلامه المختلفة على مدى سنتين من الحصار صوابية المواقف القطرية ومصداقية سياستها الخارجية التي تقوم على مبادىء وقيم راسخة لا تتغير وتتبدل وفقا للمصالح والاجندات. ولذلك ستبقى مصالح الشعوب العربية والخليجية والاسلامية هى الوجهة الدائمة للسياسة القطرية.