12 سبتمبر 2025
تسجيلبعد مضي عدة أيام على التفجير البشع لمسجد علي بن أبي طالب في القطيف، حاول الإرهابيون تفجير جامع العنود في مدينة الدمام في السعودية بطريقة أبشع. حوادث متوحشة دخلت علينا على حين غرة، تستهدف الضحايا، ويستخدم الإرهابيون الدين غطاء ومظلة وهو منهم بريء، لماذا يتم استهداف وتفجير أماكن العبادة سواء كانت كنيسة أو معبداً أو مسجداً شيعياً أو سنياً في الخليج، من السعودية إلى العراق أو في سوريا أو باكستان؟ كيف يفكر هؤلاء العصبة ومن علمهم ومن دربهم وجهزهم وخطط لهم ومن أرسلهم لكي يستهدفوا ويقتلوا ويفجروا عباد الله باسم الدين! وكيف تحولت مبادئ الدين التي تقوم على الرحمة والإنسانية والمحبة والسلام إلى قتل ودماء وأشلاء وعنف وطائفية وحروب أهلية؟! من الواضح أن ظاهرة الإرهاب حاضرة ومؤثرة وهي ليست مقصورة على دولة أو مجتمع بحد ذاته، بل يتساوى الجميع فيها مع اختلاف الدرجات، سواء في الخليج أو العالم العربي، الإحصائيات التي نشرتها صحيفة "الواشنطن بوست" بينت مدى حجم انتشار ظاهرة التحاق الشباب والفتيات للقتال في تنظيم داعش، من جل الدول العربية والغربية أيضاً، والدرس الذي نخرج منه من خلال هذه الحوادث البشعة يقول إن واقع الحال أن على الجميع العمل على مواجهة التطرّف والإرهاب وحركات التكفير وتيارات الظلام بشكل مستمر ودائم وبشكل يومي واستراتيجي، فهذه الحوادث وتبعيتها وتداعياتها لن تستثني احداً والكل يعيش في مرماها. لا بد من مواجهة الظاهرة السرطانية من جذورها ومعالجة أسبابها ومخرجاتها في البيت، والمدرسة، والمسجد، والمجالس، والجمعيات، ومؤسسات الدولة، ولا بد من تعزيز قيم الوعي، وتكريس قيم التسامح والتعايش والانفتاح على الآخر المختلف في الدين والمذهب والملة واللون والنوع. ولا بد من مواجهة وتجريم ما يعرض وينشر في وسائل الإعلام وخصوصاً الاجتماعي، الفيس بوك والتويتر، التي تحرض على العنف والكراهية وصناعة الفكر التكفيري والإرهابي، والقتل باسم الدين وزرع الفتنة بين الناس والأديان والمذاهب، إن المواجهة يجب أن تكون جماعية، ومعبرة عن روح التعايش السلمي وتكريس الأخوة الصادقة والمحبة في المجتمع؛ لتشمل جميع من يعيش على ضفاف الخليج والعالمين العربي والإسلامي.