29 أكتوبر 2025
تسجيلفي البداية أعرف أن هذه المقالة متأخرة خاصة بعد خبر تعييني نائباً لرئيس التحرير في "الشرق"، ولكن لظروف العمل الصحفي والمهمات التي استوجبت سفري خارج البلاد، كانت سببا في التأخير، ومما لا شك فيه أن التأخير كان خيراً لكتابة هذا المقال في هذا الوقت بالتحديد.. في البداية أشكر سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني رئيس مجلس الإدارة، وسعادة الشيخ الدكتور خالد بن ثاني آل ثاني نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب، على الثقة الغالية التي أسأل الله أن أكون عند حسن الظن بي إن شاء الله، كما لا يفوتني أن أشكر الأستاذ عبداللطيف المحمود الرئيس التنفيذي لدار الشرق، على دعمه وتشجيعه ومتابعته لكل ما من شأنه أن يرتقي بالدار، التي تعتبر جريدة "الشرق" ذراعها القوي والداعم الأساسي لها.ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله، وأخص بالشكر الرجل الذي له فضل ـ بعد الله سبحانه وتعالى ـ في انضمامي للعمل الصحفي والتحاقي بـ "الشرق" كنائب مدير تحرير للشؤون المحلية، الأستاذ جابر الحرمي نائب الرئيس التنفيذي للنشر والإعلام، رئيس التحرير، والذي نعرفه كما يعرفه الجميع بتعامله الودود وأخلاقه السامية التي يشهد له الجميع بذلك، فكان العون والأخ والأستاذ في التوجيه والإرشاد في العمل الصحفي، لأن العمل الصحفي ليس عملا سهلا، كما يظنه كثيرون، بل مرهق ومتعب وممتع في نفس الوقت، بل يأخذ وقتك كله، ويُقلل من تواصلك الاجتماعي حتى مع الأهل والأقارب، ومع ذلك كنت أجد التشجيع والدعم والتوجيه دون مجاملة أو محاباة، وكان ذلك من قِبَل جميع الزملاء من الدكتور عبدالمطلب مكي مدير التحرير، وسكرتارية التحرير، وجميع رؤساء الأقسام، ومنتسبي الشرق من إخوة وأخوات في الجريدة. وقد توالت الرسائل والتهاني عندما تم نشر الخبر في الجريدة يوم الأحد الثالث من مايو الماضي، وسمعت من الكلام الجميل والرائع الكثير، فكان مثلجاً للصدر، ولكن المسؤولية والمنصب أراهما تكليفا لا تشريفا في الواقع، فالمنصب واجهة وطن، وواجهة مجتمع، وواجهة أيضا لمن تُمثلهم وتعمل معهم، ومثلما قال الأستاذ جابر لي عند التعيين: "المسؤولية ازدادت وأنت أهل لها، وعليك بذل المزيد في المرحلة القادمة"، وأسأل الله أن أكون عند حسن الظن بي.العمل في جريدة "الشرق" المرحلة الماضية، نقطة تحول كبيرة في حياتي، ومسيرتي الصحفية، وكانت دافعاً لتقديم أفضل ما يمكن تقديمه، والكمال لله حتماً، نخطئ ونصيب، ولكن يعلم الله أننا نسعى للأفضل دائماً، وهو ما نصبو إليه، وعندما تكون في موقع.. خاصة في "الشرق"، فأنت تحت المجهر، وكل ما تقوم به تحت التمحيص والتدقيق، لأنك متابَع من قبل شريحة كبيرة في المجتمع الداخلي، وكذلك المتابعون في الخارج كثر، خاصة عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، الذي وضعنا في قرية صغيرها يسمع كل منّا الآخر، وما حدث من خطأ في نشر صورة قبل أمس، وما قام به رئيس التحرير الأستاذ جابر الحرمي من تحمّل للمسؤولية، واتخاذ القرارات المناسبة، ومحاسبة المقصرين، كان له أبلغ الأثر في نفسي ونفس كل من تابع الموضوع، وكان الدرس الأول الذي أخذته، وحصلت عليه في منصبي الجديد، فكان القائد الذي استطاع تحمل مسؤولياته بشجاعة وجرأة دون تردد، أو تململ، وكان بإمكانه محاسبة المقصرين والنأي بنفسه بعيداً، ولكنَّ هذا الأمر لم يحدث بل اتخذ ما يلزم، وقام بما هو واجب!! وليس أدل على ذلك من متابعة محبيه، ووقوفهم بجانبه في كل ما قام به، خاصة أننا نعيش في عالم مليء بالصراعات، التي لا تنتهي، ومليء أيضا بالترصد للأخطاء؛ حتى وإن كان هذا الخطأ من الأخطاء النادرة، لأن من لا يعمل لا يخطئ بالتأكيد!! وكم هو سهل نسيان التاريخ الطويل من العمل الجاد، والإنجازات التي تمت على مدى سنوات طويلة!! فلذلك فإن العمل في الإعلام ـ بشكل عام والصحافة بشكل خاص ـ صعب، وممتع، ومتعب، في نفس الوقت، وما قامت وتقوم به "الشرق" من أعمال تصب في صالح الوطن، والمجتمع، والأمة، يعجز اللسان عن ذكره، وتعجز الكلمات عن وصفه، فهي الداعم لكل مبدع، والمساند لكل صاحب خبرة، يريد تنميتها في مجال الصحافة والإعلام.وأخيرا وليس آخراً.. أتوجه بالشكر للجميع في مجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي، ورئيس التحرير، وكل منتسبي "الشرق" الكرام، والقراء الأعزاء، وكل من شارك، أو بارك، أو اتصل، أو تواصل، أو بعث برسالة تهنئة لي، سائلاً المولى ـ عز وجل ـ أن أكون عند حسن الظن، في ما أوكل إلي.. والله الموفق.