استشراف المستقبل برؤى جديدة

جاء القرار الأميري بإنشاء المجلس الوطني للتخطيط، الذي أصدره حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله»، أمس ليؤسس لمرحلة جديدة من التخطيط الاستراتيجي للدولة. ويحمل التشكيل المتكامل للمجلس مبشرات تؤكد أنه سيصبح أكثر قدرة على استشراف المستقبل برؤية شاملة بعيدة المدى، وفكر استراتيجي متطور يواكب المستجدات المتسارعة في العالم، وما تفرضه من حركة دائمة للتطوير والتحديث المرتكز على التخطيط العلمي السليم والإدراك الواعي لمتطلبات الارتقاء والتنمية في مختلف المجالات. وسيكون من مهام المجلس الجديد الإشراف على تنفيذ الخطط بعد اعتمادها، فمتابعة التنفيذ تضمن الوصول الى الاهداف المرجوة، فضلا عما يعكسه التشكيل من رؤية بعيدة المدى حيث يضم وزارات المالية والبيئة والتغير المناخي والتربية والتعليم والتعليم العالي والتجارة والصناعة والعمل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والبلدية والطاقة وشؤون مجلس الوزراء وهو ما سيحقق التنسيق مع الجهات ذات العلاقة خاصة تجاه متابعة تنفيذ استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة 2024 - 2030. إن عالم اليوم يموج بالتحديات والأزمات ولم يعد تحكمه قواعد ثابتة مع حدوث متغيرات جذرية تتطلب المرونة والتنبؤ وإقرار خطط استباقية والقدرة على إدارة المخاطر وهذا ما سيحققه المجلس بدعم من مركز الإحصاء الوطني، الذي تضمنه قرار انشاء المجلس والذي يهدف إلى إقامة نظام إحصائي شامل للدولة، كل ذلك لضمان جاهزية الوزارات والجهات الحكومية للمستقبل، والتأكد من مواءمتها واستعدادها للمتغيرات والتطورات المستقبلية.