14 سبتمبر 2025
تسجيلماذا يحصل في السودان؟ وماهي أسباب هذا القتال الدائر في الخرطوم بين السودانيين؟ ولماذا الإصرار على تدمير القطاعات الحيوية والتخريب المتعمد للمؤسسات؟ وماهي أسباب اتساع رقعة الاشتباكات؟ هل سبب الحرب نهب الثروات ام صراع سلطة أو صراع إقليمي؟ هناك من يقول إن هذا حصاد طبيعي لحكم العسكر! من المعروف تاريخيا أن السودان قد مر بعقود طويلة من الصراعات بين الحكومة السودانية والقوى المسلحة المختلفة خاصة الجنوب السوداني. هنا يجب الإشارة أن أهم أسباب الصراع الدائرة اليوم هما الحليفان السابقان للسيطرة على الحكم حميدتي وبرهان، والحرب أساسها من أجل أسباب شخصية بحتة، بالرغم أن هذه الحروب تعتبر تصفية حسابات بين المتقاتلين، ان تطورات هذه الحرب بصورة سريعة وغير متوقعة وزيادة تدمير البينة التحتية للبلد. والخلافات بينهما تحولت من خلاف سلطة عسكر الى خلافات سلطة مدنية مما يعني زيادة معاناة السودانيين. علق أحد السودانيين في مقابلة له حول ما يحدث في الخرطوم قائلا «أنها حرب جنرالات» أي لا شأن للشعب بنزاعاتهم. لقد تم الاتفاق على وقف القتال بين الطرفين وذلك بضغط من الدول لإجلاء رعاياها والدبلوماسيين، وأيضا لفتح طرق آمنة وفتح قنوات تواصل. والى اليوم تعتبر الهدنة الخامسة لوقف إطلاق النار ما يعني أنه اليوم التاسع عشر منذ بدء القتال، في عرف الحرب تمديد هذه الهدنة يأتي لتعزيز امدادات كلا الطرفين وتعزيزهما بالسلاح مما يطيل الحرب واتساع رقعتها. وفي الوقت الذي يبحث كلا الطرفين عن شرعية للحرب يلجأ السودانيون الى دول الجوار هربا من هذه الحرب التي لا يوجد أي مؤشرات الى الوقت الحالي بانتصار أي من الطرفين أو اجراء حوار لوقف الحرب، وللأسف لم يسلم شيء سلب ونهب وانفلات أمني بإطلاق سراح السجناء لإشاعة الفوضى في الخرطوم، وارتفاع عدد الضحايا والمصابين وقلة الخدمات الصحية يهدد بكارثة إنسانية لبلد يعاني من الفقر فعليا. قد يكون للقوى الخارجية يد في القتال الدائر اليوم وذلك لأسباب عدة منها أن السودان يعتبر سلة غذاء العالم العربي كله ومصدر ثروات غنية تسعى هذه القوى الاستعمارية للسيطرة على ثروات ومقدرات هذا البلد، وهو قوة إقليمية أساسية، أضف لذلك موقع السودان المميز في القارة الافريقية وله حدود مع ثماني دول، تقول لويز كالاهان في مقالتها لجريدة الصنداي تايمز تعليقا على اشتباكات السودان» ما يحدث ليس حربا بالوكالة». تواجه الحكومة في السودان العديد من التحديات للتغلب عليها منها الاقتصادية والحروب الداخلية وإعادة الاعمار والانتقال الديمقراطي للسلطة والمصالحة والتسوية وذلك يتطلب جهودا كبيرة. ان مخاوف السودان كبيرة من امتداد الحرب واتساع المعارك خارج العاصمة وزيادة المدى الزمني للأزمة وتأزم الوضع الأمني في الحدود، الى جانب هذه المخاوف أيضا تكرار السيناريو للمرة السادسة وتكرار صورة خليفة حفتر. لقد فشلت كل الدعوات لإيقاف هذا القتال والمؤشرات تشير الى أن كل يوم تزداد لصعوبة الأوضاع في الخرطوم، ان الحاجة لحراك السياسي باتت ضرورة ملحة للسودان لإنقاذ السودان . ويجب تغليب المصلحة العامة للسودان والحفاظ على ثرواته، لأن الخاسر الوحيد في هذه الحرب هو السودان والسودانيون. يمكن للسودان أن يتجاوز هذه الازمة والصراع والوصول الى بر الأمان بتكاتف القيادة والشعب معا من خلال الحل الديمقراطي وحصر مهمة الجيش بحماية البلد وتوفير الأمان. يبقى الأمل بالله ان يطفئ الله نار الحرب المشتعلة في السودان ويحفظ أمن واستقرار السودان وأهلها ويرد كيد الكائدين عنهم والدعاء بأن يحقن دماءهم. كل هذا وبيني وبينكم...