14 سبتمبر 2025

تسجيل

متى سيحدث ذلك؟

03 مايو 2016

في كل لحظة وبمجرد أن أفكر بتصفية ذهني من الصخب الذي يفرضه زحام الأحداث في العالم الخارجي، وأشرع بتنفيذ المهمة التي أعلق على ظهرها الكثير من الآمال، أشعر وكأن كل تلك الأحداث تصر على ملازمتي، وتُقاتل بكل ما تمتلكه من قوة (فقط)؛ كي تظل حيث هي ولا تبرح مكانها حتى وإن كان في ذلك ما يُزعجني، وهو كل ما يكون منها في سبيل أخذ حقها مني حتى وإن كان ذلك بشكلٍ مقتضب؛ ولأن الأمر يسير على ذاك المنوال الذي اعتدت عليه وإلى حد ما، فلقد صرت أميل في الفترة الأخيرة إلى اختصار ما يحدث في جمل بسيطة جداً تعبر عنها؛ كي آخذ العبرة منها، ومن ثم أحتفظ بما يستحق الاحتفاظ به في الذاكرة، وأمحو كل ما لن يعود علي بأي شيء من الفائدة، والحق أني حسبت أن في ذلك راحتي، ولكن الحقيقة المؤلمة أن العالم يُنجب الكثير من الأحداث التي تُجبرنا على الالتفات إليها رغم أنف الظروف؛ لذا حتى وإن فكرت في اختصار ما يحدث؛ لتوفير مساحة كافية لتصفية ذهني، فإن الأحداث تنكبنا حين تنكب علينا وتبحث عمن يهتم بها ويباشر بالتعامل معها كما يجب، وبما أنها كثيرة جداً لا يمكننا حصرها، فلقد خرجت بما أحسبه يؤثر فعلياً على النفس البشرية، ويحتاج إلى تسليط الضوء عليه، ومن ثم معالجته كما يجب، ومنه: 1-الوجع الذي أصاب الإنسانية لانعدامها لدى البعض ممن يعيش؛ كي يموت غيره، ويأتي ذلك على مستوى الأفراد والجماعات الذين يجمعهم ذات القالب دون أن يفرق بينهم، خاصة أنه المُحرك الأساسي لهم، والموجه الحقيقي لكل تصرفاتهم، والمرجع الذي يستندون إليه في كل ما يتعلق بأهدافهم التي تضر بغيرهم، ولا تنفع سواهم، فكأن المصلحة الخاصة هي الأهم حتى وإن كان ذلك على حساب الأبرياء ممن يحلمون بأبسط أدوات العيش، التي لا يجدون منها ريحها بفضل تلك الزمرة وكل من يلهث خلف مصلحته؛ كي يفوز بها، فما يهم هو أن يفوز حتى وإن كان في ذلك خسارة حقيقية ستلحق بالآخرين، وهو ما يُسبب وجعاً يمتد من أولئك الأبرياء لغيرهم ممن يؤلمهم ما يحدث، ويرغب كل واحد منهم بالتقدم بعمل يُعيد الصواب إلى صوابه، ولكن هناك ما يقف لهم بالمرصاد ويمنع ذلك، وهو ما تدركه الأعماق، التي تُخفي قصة مختلفة هذه المرة لها القدرة على التحرك كما يجب وفي الوقت المناسب، وكل ما في الأمر أنها تحتاج لمن يُطالب بها، ويبُادر بذلك قائلاً: قد حان الوقت. ويبقى السؤال الذي يشغلنا: متى سيُطربنا هذا السؤال؟ ومتى سنسمع هذه الكلمات؟ وهل سيطول الوقت قبل أن يكون ذلك؟ لأن الوضع قد صار مُتعباً للغاية، ولابد أن تتحرك الأعماق بما فيها؛ كي تُنقذ الموقف. 2-الحقد الذي ملأ القلوب فصارت كخزان لا يخلو منه، يعبث بأصحابها ويُحلل لهم فعل ما يرغبون به، دون أن يدركوا أن في الأمر من الظلم الكثير مما سيقع وسيقع من بعده سقف الأمان، الذي يجمعنا من تحته كبشر لا نحلم بأكثر من العيش بـ (سلام) الخوف كل الخوف إن استسلم لكل من توعد بالقضاء عليه؛ لنصبح بذلك كمن فتح الباب للشر؛ كي يمضي في سبيله دون أن يجد من يوقفه، ويمنع ذلك؛ كي يحمي العالم من أشباه البشر، وكل من يدعي ما لا يمت له بصلة، ويسعى إلى التدمير بدلاً من التعمير الذي نحتاجه؛ كي ننهض بأمتنا، التي مازالت تنعم بالخير، ولكنها تنتظر من يُبادر به وبأسرع وقت ممكن. إن ذكر كل ما سبق لا يعني أن الحياة تخلو من الرحمة، أو أن الظلم يعبث بملامحها كما يريد، ولكنه ما يميل إلى التذكير بضرورة إيقاظ بعض الضمائر الحية -التي غابت عن الوعي ولبعض من الوقت لأسباب الله أعلم بها-؛ كي تباشر عملها دون أن تقف حيث هي، مستهينة بدورها العظيم، الذي يستطيع تحويل الواقع لشيء أفضل بكثير مما هو عليه، وكل ما يتطلبه الأمر هو أن تكون النوايا الصادقة، ومن بعدها الأفعال الصائبة، التي ستُحقق لنا كل ما نريده وبإذن الله تعالى، وإلى أن يكون ذلك أيها الأحبة فليوفق الله الجميع (اللهم آمين).