16 سبتمبر 2025

تسجيل

مؤتمرُ رعايةِ العُمَّالِ: نجاحٌ للرؤيةِ والتطبيقِ

03 مايو 2016

عندما تحدَّثنا طويلاً عن السياساتِ الداخليةِ والخارجيةِ لبلادِنا وقُلنا إنَّها الرافعةُ دولياً لجهودِنا في الإعدادِ لـمونديالِ 2022م، وفي التأسيسِ لتحقيقِ رؤيتِنا الوطنيةِ لسنةِ 2030م، فإنَّنا كُنَّا نلامسُ الواقعَ الحيَّ، وننقلُـهُ إلى أشقائنا العربِ والـمسلمينَ، وأخوتِـنا في الإنسانيةِ. وها هو مؤتمرُ رعايةِ العُمَّالِ يُـعْـقَـدُ لنقولَ للعالَمِ إنَّ بلادَنا، في ضوءِ الرؤى والسياساتِ الحكيمةِ لسموِّ الأميرِ الـمفدى، مِثالٌ يُحْـتَذَى به في الحراكِ الاجتماعيِّ، والتجديدِ في التنظيمِ القانونيِّ، والالتزامِ الأخلاقيِّ الصلبِ بحقوقِ الإنسانِ التي نَصَّتْ عليها الـمواثيقُ الدَّوليةُ، وكانتْ بذرتُها تنمو طوالَ قرونٍ في تربةِ سماحةِ الإسلامِ ومَـدَنِـيَّتِـهِ وإنسانيَّتِـهِ. في بلادِنا، لا ننشغلُ بالتبريرِ، وإنَّما نقومُ بالسَّيرِ على أرضِ الواقعِ، ونُعْـلِـنُ عن جوانبِ الخللِ ثم نعملُ على تلافيها. ولو نظرنا، بعينِ العدالةِ، إلى تجربتِنا بتعديلِ القوانينِ العُمَّاليةِ وتطويرِها لتكونَ ملتزمةً بالروحِ الإنسانيةِ، فإنَّنا سنجدُ أنفسَنا أمامَ حالةٍ رائعةٍ من ممارَسَـةِ السلطةِ التشريعيةِ لدورِها في الإصلاحِ والتَّقنينِ اللازِمَـيْـنِ في أيَّـةِ نَهضةٍ شاملةٍ. والأروعُ من ذلك، هو السَّقفُ الـمرتفعُ جداً لحريةِ الصحافةِ التي كان لها اليدُ العُليا في الإشارةِ إلى مواضعِ الضَّعفِ في مسيرتِـنا الـموندياليةِ، ومنها ما تَعَلَّقَ بحقوقِ العُمَّالِ. وهو ما استجابَتْ له الحكومةُ واللجنةُ العليا للمشاريعِ والإرث، فكانَ الحراكُ الإصلاحيُّ يتمُّ تحتَ رقابةِ العينِ الـمُدَقِّقَـةِ للصحافةِ. وكانَ هذا، كلُّـهُ، وطيفُ سموِّ الأميرِ يحتضنُ الجميعَ باعثاً الهِـمَّـةَ والعزيمةَ في قلوبِـهِم ليعملوا ما فيه الأفضلُ لقطرَ، وإنسانِها الـمواطنِ، والإنسانِ الـمقيمِ. اللجنةُ العليا للمشاريعِ والإرثِ، تقومُ بدورٍ عظيمٍ في مجالِ العلاقاتِ العامةِ الدَّوليةِ، مُرْتَـكِـزَةً على الإنجازِ، ومستندةً إلى سياسةِ الشفافيةِ والوضوحِ في الرؤية والتطبيقِ. وللحقِّ أقولُ إنَّها نجحتْ نجاحاً عظيماً. فعندَ رجوعي إلى الصفحاتِ الرسميةِ للمنظماتِ العُمَّاليةِ الدوليةِ، والأحزابِ السياسيةِ الكبيرةِ في دولِ العالمِ، ومنها بخاصةٍ الأحزابُ في الدولِ الـمُصَـدِّرَةِ للعمالةِ، وجدتُ أنَّ النَّبرَةَ في الحديثِ عن بلادِنا اختلفَتْ جذرياً لصالحِنا، فصرنا نجدُ من أهلِ تلك البلادِ، أنفسِهِم، مَن يتصدَّى للحملاتِ الـمُغْرِضَـةِ ويَئِـدُها في مَهْـدِها. فنتيجةً لالتزامِ اللجنةِ بتوجيهاتِ سموِّ الأميرِ الـمفدى، ولوجودِ كفاءاتٍ وطنيةٍ مُؤهَّلَةٍ علمياً وعملياً، فإننا انتقلنا من طَـورِ مواجهةِ الحَـملاتِ ودَحْـرِها إلى طورِ التأثيرِ الإيجابيِّ الفاعلِ في الآخرينَ. مؤتمرُ رعايةُ العُمَّالِ هو نجاحٌ إنسانيٌّ وأخلاقيٌّ دوليٌّ لبلادِنا في مسيرتِها نحو الغدِ. ونُوَجِّـهُ التحيةَ والتقديرَ للقائمينَ عليه والـمنظِّمينَ لفعاليَّاتِـهِ، مسؤولينَ وموظفينَ إداريينَ وتنفيذيينَ، وإلى العاملينَ في لجانِ العلاقاتِ العامةِ والإعلامِ فيه. كلمةٌ أخيرةٌ: الإنجازُ الأعظمُ، في مسيرةِ نهضتِنا، هو الإنسانُ الـمواطنُ الـمُبدعُ الخَلَّاقُ. بارك اللهُ بلادَنا وشعبَها الَّلذينِ يحتضنُهُما قلبُ سموُّ الأميرِ الـمُفدى.