30 أكتوبر 2025

تسجيل

حياة الرجل بين هذه وتلك..

03 مايو 2014

لا يمكن لأي أحد منا بأن ينتحل شخصية الآخر، أو أن يتقمص دوره؛ ليدرك ما يمكن بأن يكون منه، ولكن يمكنه التفكير بما يمكن بأن يكون منه في سبيل الخروج بحل يُرضي الموقف القائم حتى تنحل العُقد قبل أن تتعقد أكثر، وعن نفسي وحين قررت الأسبوع الماضي طرح هذا الموضوع، الذي يتصور حياة الرجل بين حاجات أمه وزوجته فلقد شعرت بأن الأمر ليس بالهين، ويستحق مني تسليط الضوء عليه، بحكم أن الرجل هو الجزء الأساسي الذي يقوم عليه أي مجتمع يحتاج إليه تماماً كما يحتاج إلى وجود المرأة فيه، المجتمع الذي وحين ينعم أي فرد فيه بحياة خالية من المشاكل (المُدبرة منها) يقدم أفضل ما لديه من مفاجآت تُسعده بقدر ما تُسعد الآخرين، ولكن وحين تتأثر تلك الحياة ولأي سبب من الأسباب نجده وقد حمل (سلسلة الهموم تلك) معه أينما ذهب؛ لتظل معه حتى وإن كانت مخفية لا يمكن للآخرين اكتشاف حقيقتها، فهي ترافقه؛ كي تزعجه وتحرمه من الاستمتاع بحياته كما يريد. حديثنا اليوم عن الرجل وسط حيرة تكون؛ لوقوعه ضحية بين حاجات أغلى من يملك ويحب، أما الأولى فهي من قد قدمت له حياة كريمة وهو في بطنها دون أن تبخل عليه بها، وقدمته ومن بعد لهذه الحياة دون أن تبخل عليه بأي شيء أيضاً، ثم رافقته طوال رحلته، وشهدت معه أجمل محطاته، حتى دخلت عليه الثانية أي زوجته التي يختار معها خوض رحلة الحياة وما تبقى له فيها، الرحلة التي يحب خوض تفاصيلها معها وأمه التي لم تبخل عليه بأي شيء، ولكنه يخشى على نفسه وعليهما من الصدام الذي ومن الممكن بأن يربك ويعكر سماء العلاقة التي تربط بينهم جميعاً، خاصة وأن لكل واحدة منهما متطلباتها التي قد تتعارض مع الأخرى، ومن الممكن بأن تواجه بالرفض وبشكل سيخلق أزمة لن يدفع ثمنها سواه الزوج، الذي ستتأثر حياته بما لا يحب وسيشعر معها بتقلص الأمان الذي يحتاجه؛ كي يعطي وبكل إخلاص، والحق أن ذاك العطاء لا يتمثل بما يحتاجه عمله ولكنه يتعلق بكل تفاصيل حياته التي لن يتمكن من التركيز عليها وبشكل جيد سيُقلل من قدرته على قطف ثمارها طالما أنه يصارع رغبته؛ لتحقيق مطالب الأولى وهي التي منحته حياتها، ومطالب الثانية التي اختارها؛ ليكمل معها حياته، وما سيحدث أنه سيعاني من الناتج، الذي سيكون أصعب من أن يتقبله العقل خاصة وإن لم يدرك هذا الرجل كيفية إدارة حياته في تلك المرحلة دون أن يخرج بخسائر ستحطمه وإن كان ذلك على المدى البعيد، ولنا في الحياة تجارب كثيرة وقصص أكثر لاشك باننا سنجد فيها الفائدة وسندرك منها الكثير من العبر، ولأن الرجل هو نصف هذا المجتمع الذي يحتوينا جميعاً فلقد كان من الأفضل بأن نعطيه هذه المساحة؛ كي يكشف لنا عن طبيعة الحياة التي يعيشها ولا يدرك معها طعم الحياة التي يريدها لنفسه، ويحلم بها مع أمه التي يحبها دون شك، وزوجته التي يحب معها قضاء أجمل لحظات حياته ولكن بحضور أمه، ودون أن يخسر الأولى من أجل الثانية، أو أن يحرم الثانية من حقوقها من أجلها الأولى، فالعملية تتطلب الكثير من العدل، الذي نحتاجه في كل زاوية من زوايا الحياة. وأخيراً فهي رحلتنا لهذا اليوم إلى أعماق (قلب الرجل)؛ لمعرفة ما يدور فيه.من همسات الزاوية الثالثةالظلم ظلمات لن تدرك معها الراحة أبداً وإن شعرت للحظات بأنها ملكك؛ لذا لا تظلم؛ كي تنعم بحياة صافية في هذه الدنيا مع من تحب. إن كنت قد ظلمت أمك فتذكر بأن الجنة تحت أقدامها، ولن تفوز بها إن لم تفز بقلبها وهو راضٍ عنك، وإن كنت قد ظلمت زوجتك فتذكر بأنها جنتك التي ستجد فيها راحتك إن بادرتها بشيء من الراحة؛ لذا وكي تفوز بالجنة حقاً في هذه الأرض فعليك بالعدل وإعطاء كل واحدة منهما حقها دون أن تبخسه، وستكون النتيجة راحة أبدية لن يُدركها سواك بإذن الله تعالى.