إسرائيل والغموض النووي المتعمد

لاتزال اسرائيل تتعمد سياسة الغموض بخصوص ما إذا كان لديها أسلحة نووية رغم اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شيمون بيريز عام 1998 بتطوير إسرائيل لـ"قوة نووية".إن مصطلح "قوة نووية" تعني السلاح النووي أو مفاعل ديمونة النووي وهو ايضا ما كشفه قبلا 1986 مردخاي فعنونو، الخبير النووي الاسرائيلي الذي قام بتصوير بعض الأفلام واعلنها بواسطة صحيفة صنداى تايمز اللندنية.كما صرح رئيس الحكومة الإسرائيلي أولمرت عام 2006 عن امتلاك إسرائيل لسلاح نووي.كل ذلك لم يكن كافيا للمسؤولين الاسرائيلين للاعتراف علنا وبشكل رسمي بامتلاك اسرائيل للاسلحة النووية واصرت ولاتزال على اتباع سياسة الغموض هروبا من التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية وهي لاتزال حتى اليوم تتمسك بهذا الموقف الغامض.لقد سعت الدول العربية ومنها دولة قطر من خلال المنظمات الدولية إلى دفع اسرائيل للاعتراف بالواقع النووي إلا ان اسرائيل لاتزال تتبع سياسة المراوغة التي تتبعها في غالبية القضايا السياسية.إن حرص دولة قطر وايمانها بأهمية انشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط التي تعيش فيها؛ فقد اعربت عن قلقها البالغ إزاء حيازة إسرائيل لقدرات نووية، مما يتعارض مع هدف إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، كما اكدت في فيينا أن حيازة إسرائيل للأسلحة النووية يشكل أكبر تهديد للأمن والسلم الدوليين، خاصة في منطقة الشرق الأوسط. كما جددت مناشدة المجتمع الدولي للقيام بالدور المنوط به من أجل دفع إسرائيل للانضمام لمعاهدة عدم الانتشار.إن دولة قطر قالت كلمتها امام اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستعراضي لعام 2015 للدول الأطراف في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية مؤكدة على أهمية اتخاذ تدابير فعّالة تسهم في تعزيز السلم والأمن الدوليين.ودولة قطر إذ تقف هذا الموقف فهي تدرك تماما ان التقاعس عن ذلك أمر يشجع بعض دول المنطقة على حيازة قدرات نووية عسكرية خارج أية رقابة دولية، ويشجع على إحياء سباق التسلح بالرغم من انعكاسات ذلك على الأمن والسلم الدوليين.فهل تنجح الجهود الدولية المستمرة في دفع اسرائيل إلى انهاء سياسة الغموض المتعمد بشأن اسلحتها النووية وحملها على الانخراط مع بقية دول المنطقة لإنجاح الجهود وجعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل، هذا ما يأمله المجتمع الدولي بأكمله.