11 سبتمبر 2025
تسجيلكل شيء يهون أمره وإن عَظم، سواه تحمل علامات الاستفهام التي تظل وإن رحلنا عن اللحظة المعنية، خاصة وإن كان الرحيل فجأة من بعد مفاجأة لم تكن لتخطر لنا على بال، فما سيحدث حينها هو أننا سنضيع وسط تلك المفاجأة، بعد أن يصدمنا الرحيل، لنظل وفي النهاية وتلك العلامات التي سنحملها معنا أينما رحلنا وحللنا من جهتنا، وسيحملها من كان معنا وحده ومن جهته. اليوم وفي هذه اللحظات أجدها كلماتي وهي تنسكب مني أمامي، كلماتي التي أتمنى لكم منها وفيها مكسباً حقيقياً تستحقونه، فهو ما خرج مني من بعد أسبوع حافل شهد الكثير من الأحداث التي لم تُدرج (بعد) تحت أي وصف يليق بها؛ لتُعرف به، ولكنها ورغم ذلك وعدت بأن ولأن تكون، فإليكم: (أنا وعلامة الاستفهام تلك): عملت ولفترة من الزمن تقدر بعمري؛ (لأنها منه)، في جهة لن أذكرها ولكن الوعد بان أتذكرها ما حييت لمن ترك منها في نفسي بصمة لن تزول، فهم من تحلوا بخير يذكرنا بزمن افتقدنا روحه في هذا الزمن، هم أشخاص ولكن بتصرفات ملائكية، ومن سماتهم أنك وحين تحتاج لخدمة (شرعية) فإنهم يسعون وبكل قوتهم إلى مساعدتك لمساعدتك بها، حتى وإن كانت تلك المساعدة خارج نطاق اختصاص عملهم، فتجدهم بذلك يحفظونك في حضورك ومن قبله غيابك، لذا تجد علاقتك بهم طيبة يطيب لك تذكرها بين الحين والآخر (إجباراً)، فهم من يحبون لك الخير بقدر ما يحبونه لأنفسهم، فيفعلون كل ذلك لك ولغيرك والمقابل لما يكون منهم ما هو إلا تكرمك بـ (دعوة صادقة) من القلب وإليه، والحقيقة أن كل ذلك وأكثر منه مما لا تستوعبه السطور قد ترك في نفسي أثراً ومن قبله علامة استفهام كبيرة مفادها ?WHY they did so، وهي العلامة التي وإن بحثت عن إجابة ترضيها لتُرضيني لاستغرق الأمر من العمر عمراً ليكون، مما يعني أنها سترافقني وحتى حين لا يعلم متى يحين حينه إلا الله. (طفل وعلى رأسه علامة استفهام) الحياة تعني المشاركة، والمشاركة لا تختص بأجمل اللحظات فحسب، إنما تلك اللحظات الحرجة التي تطل علينا بين الحين والآخر؛ لتختبر مدى صبرنا، وتحملنا لمن حولنا والعكس وارد وصحيح، وعن تلك اللحظات فلقد عشناها منذ أسبوع حين فقد الوالد صالح غريب قريباً شعرنا به قريبنا جميعاً، وذرفنا عليه من الدموع صادقها لصدق العلاقة الإنسانية الطيبة التي تربطنا والوالد (صالح غريب)، ذاك الإنسان الذي عبر عن حزنه على السطور، وفجر أحاسيسه التي لم يكن ليكبحها، فخرقت القلوب واخترقتها عليه وعلى فقيده (رحمة الله عليه)، وعلى أحفاده الذين تصورتهم من خلال الصورة التي رسمها لنا، وهي تلك التي تصور طفلاً يحمل علامة استفهام مفادها ? WHAT happened ليكون كل ذاك الصمت؟ تخيل أن طفلاً يحمل علامة الاستفهام تلك ويبحث عن إجابة تخلصه من تلك العلامة، ولكن بلغة يفهمها ويتفهمها، وهي تلك التي قد نحسبها سهلة ولكنها وبلاشك ليست كذلك، فالإجابة وإن كانت بسيطة إلا أن ذكرها ليس كذلك البتة. هناك الكثير من علامات الاستفهام التي ترافقنا في حياتنا، نحملها من بعد موقف (ما)، وتلازمنا وإن مضى بنا الوقت إلى حين، حتى أننا ومتى تفرغنا (لنا) وجدناها وقد طلت من جديد تذكرنا بها، لنطرحها ونسأل عنها الإجابة، الإجابة التي ولحكمة إلهية لم تكن لتُدرك حينها، بل كُتب لها بأن تكون في وقت ما أن نصل إليه حتى لندرك أنها كانت مُقدرة لسبب كان لنكون كل ما نحن عليه، وكل ما سنكون عليه. وأخيراً هو طلبي هذا: ما هي علامة الاستفهام التي لازالت معك؟ ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]