10 سبتمبر 2025

تسجيل

هل تبحث عنك ليلة القدر؟!

03 أبريل 2024

ها نحن في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر ليلة عظيمة الأجر، ليلة كبيرة القدر، البركة فيها عامة، شاملة الرحمة، ليلة نور، ومنة من الله بها على عباده. يتجلى فيها رب العباد بعظمته لعباده بكل خير، إن ليلة القدر هي نقطة تحول في حياة من يصادفها، يكتب مقادير البشر فيها، وكل الأدعية مستجابة، ومن يقبل على الله الكريم لا يفلس، يقول صلى الله عليه وسلم «من حرم خيرها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم». ولقد أخفاها الله عز وجل حتى يجتهد الخلق فيها، ولكن اتفق على أنها في إحدى الليالي الوترية أرجأ، وفي ليلة سبع وعشرين أشد رجاء، عسى لا يفوتنا من فضل هذه الليالي شيء. قال صلى الله عليه وسلم «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان». وسميت ليلة القدر لشرفها على كل الليالي أو كما قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في قول الله تعالى «فيها يفرق كل أمر حكيم»، يكتب فيها ما يكون في السنة من رزق، أو موت، أو حياة، أو مطر. هي ليلة مباركة لنزول القرآن فيها، ليلة أفضل من ألف شهر، تنزل الملائكة إلى الأرض البركة وبالرحمات، ملائكة تتنزل لأول مرة على الأرض، والعبادة في هذه الليلة أفضل من ثلاثة وثمانين عامًا من العبادة. ويكفي فقط هذا السبب نفسه يجب أن يشجع المسلم الحقيقي على قضاء هذه الليلة في الصلاة. ويعتبر الاعتكاف هو من أهم طرق الفوز بليلة القدر، وأيضا يستحب تلاوة القرآن، فرمضان كما هو معروف شهر القرآن، وينبغي زيادة الاعتناء بالقرآن الكريم. جبريل عليه السلام لا ينزل بعد وفاة الرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه ينزل مرة كل عام يتفقد القرآن. بالإضافة إلى ذلك ذكر الله والدعاء، والصدقة، وصلاة التراويح، والقيام. فقد وصف ابن الجوزي رحمه الله شهر رمضان فقال: ما من دعاء إلا مسموع ولا عمل إلا مرفوع ولا خير إلا مجموع ولا ضرر إلا مدفوع. وحتى لا تكل عزائمنا في نهاية هذا الشهر الكريم، فإن ما بقي منه أعظمه مما ذهب والموفق من أكمل المسير. وحث نبينا الكريم على الاجتهاد في العشر وقيام ليلة القدر، لشرف هذه العشر وطلب ليلة القدر، وأيضا لا ندري هل نلقى رمضان العام القادم أم لا. في الحقيقة ليلة القدر هي من تبحث عنك ولست أنت من يبحث عنها، حيث يثاب المؤمن رغم أنفه. علينا الانشغال بالعبادة في هذه الأوقات العظيمة، فهذه الليالي هي وقودك لكل العام. وعدم الانشغال عن ليلة القدر بتوفير احتياجات العيد والأسواق والمشاغل، والحاجات الدنيوية. اللهم لك الحمد أكرمتنا بهذا الشهر الكريم دون فضل عمل منا، الحمد لله الذي أذنت لنا بذكرك وشكرك لتهبنا المزيد. علينا اغتنام كل لحظة من لحظات العشر الأواخر في الطاعات من صدقة ودعاء وذكر وفعل خيرات، لعلها توافقها ليلة القدر. بلا شك إنها فرصة عظيمة لقبول الدعاء، فهي سبب لغفران الذنوب، اللهم اجعلنا من عتقائك من النار، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا. ليست العبرة بطول العمر، ولكن العبرة بما تحويه من عمل وحياة مليئة بالخير وبالعمل الصالح. ورب لحظة مجتهد بها خير من أيام الدنيا كلها، إنما الأعمال بالخواتيم... كل هذا وبيني وبينكم. يا من ضاع عمره في لا شيء استدرك ما فاتك الليلة فإنها تعدل العمر كله بين يديك الجواهر والدرر فلا تضيع عمرك في الطين والحجر