10 سبتمبر 2025

تسجيل

الدراسات التعليمية العشر الأكثر أهمية في عام 2023 «1 من 11»

03 أبريل 2024

لا شك أنّ التعليم يشهد اليوم تحولًا كبيرًا، حيث لم يعد الطلاب والباحثون متلقين للمعرفة فقط، ولكنهم مشاركون بفاعلية كبيرة، وبالتحديد في تركيزهم على البحث العلمي، الذي يُكسبهم مجموعة متنوعة من القدرات والمهارات، مما يؤهّلهم للعب دور كبير في مستقبل التعليم وإثراء العملية التعليمية برمّتها. ومن بين مئات الدراسات التعليمية الحديثة، يسرّني اختيار بعض الدراسات القيمة التي أوردها الكاتبان المتخصصان يوكي تيرادا وستيفان ميللر على موقع [email protected]، حيث قدما عبر تلك الدراسات نظرة شاملة حول أهم التطورات في مجال التعليم، كما قاما بتسليط الضوء على أهم الدراسات التعليمية لعام 2023، والتي تغطي مجموعة من المواضيع بدءًا من قدرات الذكاء الاصطناعي وحتى علم أعصاب تزامن الدماغ. ولتعميم الفائدة من تلك الدراسات، فقد أتاحت لنا «جريدة الشرق» الغراء مشكورة إلقاء الضوء على تلك الدراسات تباعًا عبر سلسلة من المقالات، اعتبارًا من هذا العدد والأعداد القادمة بمشيئة، آملين أن يجد فيها القراء المتخصصون وغير المتخصصين النفع والفائدة. الذكاء الاصطناعي قد يحفظ بشكل كبير وقت المعلم أجرى باحثون من جامعة نورث كارولينا نموذج «ذكاء اصطناعي عميق» للعمل على كتاب تشريح وفسيولوجيا على مستوى الكلية، وبعد تدريب البرمجيات أولًا على التعرف على المعلومات الهامة. قام الذكاء الاصطناعي بالتقييم، وتأمل بأسلوبه، ثم أنتج 2,191 سؤال اختبار مرتبط بمعايير التعلم، والتي حكَّمتها لجنة من المعلمين بأنها «تكافئ الأسئلة التي أنشأها الإنسان من حيث صلتها بأهداف التعلم». ولاحظ المدرسون بشكل ملحوظ أنهم قد يفكرون في اعتماد الأسئلة التي تم إنتاجها بواسطة الآلة لدوراتهم الدراسية. وقد يقول القائل هذا أمر مخيف، ولكنه ليس بدون جوانب إيجابية؛ فإن إعداد الاختبارات تستغرق الكثير من الوقت بالنسبة للمعلمين، وأحد المعلمين الملمّين الذين جربوا استخدام الذكاء الاصطناعي يقول إنه يؤدي بشكل جّيد في مهام أخرى مثل تخطيط الدروس، وكتابة التعليمات، وحتى تأليف رسائل البريد الإلكتروني لأولياء الأمور. إنّ المخاوف من أن نهاية التدريس البشري صارت قريبة وبمجرد إصدار برمجي هي مبكّرة جدًا، خاصة وأن الدراسات الحديثة تؤكد أن الذكاء الاصطناعي لا يزال يحتاج إلى الكثير من التعديل الدقيق، و»يبدو أنه - حتى يكون مفيدًا - قد يحتاج إلينا أكثر مما نحتاج إليه». ومن خلال مراجعتنا الشخصية، نؤكد أن دمج الذكاء الاصطناعي في المهام التعليمية، مثل توليد أسئلة الاختبار، يثير أسئلة مثيرة للاهتمام حول دور التكنولوجيا في التعليم، كما أن قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل وإنتاج أسئلة الاختبار ذات الصلة المماثلة لتلك التي أنشأها البشر هي شهادة على تأثيرها المحتمل على تقليل وقت التخطيط للمعلمين. ومع ذلك، من الضروري مراعاة التوازن بين الكفاءة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي والصفات الفريدة للمحتوى الذي ينشئه الإنسان؛ إذ يشير استعداد المعلمين للنظر في اعتماد الأسئلة المولّدة آليًا إلى تحول محتمل في ديناميكيات الإعداد التعليمي، مع الحاجة إلى الحوار المستمر واستكشاف دور الذكاء الاصطناعي في المشهد التعليمي. وهذا يسلّط الضوء على العلاقة التكافلية بين الذكاء الاصطناعي والبشر في التعليم، مما يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يكمّل دور المعلمين، بدلاً من أن يحل محله. وهذا تذكير بأن التكامل الناجح يتطلب توازنًا مدروسًا بين التقدم التكنولوجي والصفات الفريدة للتعليم البشري. وإلى المزيد من الدراسات المهمة في مقالنا القادم.