12 سبتمبر 2025
تسجيللم يترك جيش الاحتلال الإسرائيلي، أي شكل من جرائم الحرب أو الجرائم ضد الانسانية، دون أن يرتكبها خلال عدوانه الغاشم المستمر منذ السابع من اكتوبر الماضي ضد قطاع غزة والذي أسفر حتى الآن عن ارتقاء نحو 33 ألف شهيد، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وآخر هذه الجرائم المرتكبة هي استهداف القافلة التابعة لمنظمة ورلد سنترال كيتشن (المطبخ المركزي العالمي) ومقتل فريقها الذي يضم سبعة من العاملين يحملون جنسيات أستراليا وبولندا وبريطانيا وأمريكا وكندا، الأمر الذي أثار غضبا وتنديدا وادانات عالمية واسعة. لقد جاءت هذه الجريمة التي ارتكبها الكيان الاسرائيلي، امتدادا لحملة استهداف مستمر للبعثات والمنظمات الإغاثية والعاملين في المجال الانساني، وهي استمرار لسلسلة من الانتهاكات غير المسبوقة للقوانين والأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، حيث أصبحت الأراضي الفلسطينية المحتلة وخصوصا قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، من أخطر وأصعب أماكن العمل في العالم، لم يعد هناك مكان آمن في غزة، حتى لأولئك الذين هبوا لتقديم العون والمساعدة لمئات الآلاف من سكان غزة الذي يعانون من خطر المجاعة ويواجهون أوضاعا انسانية مأساوية. إن الاستهداف الممنهج للعاملين في المجال الانساني ووضع القيود أمام انسياب المساعدات، يشكل الوجه الأبرز لاستخدام الغذاء سلاحا ضد المدنيين في الحرب على غزة، من قبل حكومة بنيامين نتنياهو اليمنية المتطرفة. ورغم محاصرة المجتمع الدولي للكيان الاسرائيلي بالادانات، لأول مرة منذ بدء العدوان، إلا أن ذلك ليس كافيا، ما لم يتخذ المجتمع الدولي اجراءات عاجلة وحازمة لوقف كل أشكال الانتهاكات، وحماية المدنيين العزل والعاملين في المنظمات الإنسانية والإغاثية، والعمل على إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية العاجلة لتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية، وضمان مساءلة إسرائيل وعدم السماح للمسؤولين عن هذه الجرائم بالافلات من العقاب، وإلزام دولة الاحتلال احترام واجباتها بموجب القانون الإنساني الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.