12 سبتمبر 2025
تسجيل* إذا كان هناك مواسم للأمطار أو البرد أو الحر فهناك أيضا مواسم للعبادة لدى البعض تجده طوال السنة في سبات عميق حاله كحال الدببة القطبية التي تختفي لعدة شهور ولا تخرج من مخابئها إلا إذا تغير الموسم، فهؤلاء يسمعون صوت الأذان خمس مرات في اليوم دعوة صريحة للصلاة والفلاح ولكن للأسف أصبح الكثيرون منهم إلا من رحم الله يديرون ظهورهم لهذه الدعوة الكريمة للوقوف أمام رب العالمين جل جلاله تحقيقا للهدف الذي خلقهم من أجله وليس الوقوف أمام مخلوق مثلهم لا يملك لهم ضرا ولا نفعا إلا بما شاء الله، فيا لغباء هذا الإنسان ويا له من جحود ظلوم ومن سوء تدبيره كيف يرفض أن يقف أمام ملك الملوك لدقائق معدودات بينما يقف لمصالح الدنيا بالساعات الطويلة دون كلل أو ملل ويستكثر على خالقه واهب النعم أن يُعطيه حقه في العبادة؟! فيكفيه أن يرى هذه النعم في جسده أعضاء لا تُقدر بثمن ولو ظل الإنسان سنين وسنين لكي يوفي بحق هذا العضو أو ذاك لما استطاع إلى ذلك سبيلا، فانظر عندما يتعطل عضو من أعضاء جسم الانسان كيف يضطرب حاله وتنقلب حياته رأساً على عقب أوجاعا وآهات لا تنتهي وقد يبحث له عن علاج فلا يجده؟!. * تبقى فئة من الناس علامة بارزة في المجتمعات وهم بركتها وأينما توجههم لا يأتون إلا بخير وهم من الذين لا يُعسرون على الناس ولا يُضيقون عليهم في أرزاقهم ولا يخترعون لهم الأذى وهؤلاء موعودون بالجزاء العظيم عند رب العالمين يوم لا ينفع لا مال ولا بنون وخاصة من يسعون بالخير في قضاء حوائج الناس، وكم من الناس بيده قضاء مصالح الناس لكن يُعرض عن ذلك بل البعض قبحه الله يمنع أن تمر مصالح الناس من خلاله ويعرقلها حسداً وحقداً منه وهذا عند الله من أشرار الناس ومن كانت فيه مثل هذه الصفات السيئة فليراجع نفسه. * تعودنا في العالم العربي والإسلامي أن تحتفظ برأيك لنفسك وتضع أفكارك في ادراج مكتب رأسك فهناك آذان لا تسمع من طين وأخرى من عجين لا تؤثر فيهم لا كلمة طيبة ولا موعظة حسنة ولا هم يحزنون ولا تسمع أو دعنا نقول لا تريد أن تسمع! هذا على مستوى الناس أما على مستوى المسؤولين في عالمنا العربي لا تُبدي أي ملاحظة ولا رأي حتى ولو كان بريئا يصب في المصلحة العامة مجرد من سوء النية التهمة جاهزة، فقبول الرأي والرأي الآخر هو ظاهرة صحية تعود على الجميع بالمنفعة وخاصة التي تأخذ مصلحة الوطن والمواطن في الحسبان وتجمع ولا تفرق فجُل من لا يخطئ فالبشر بشر ولا يتلقون والعياذ بالله تعليمات أو وحيا من السماء يعصمهم من الوقوع في الخطأ. * ما أجمل الدنيا إذا رأيت الخيرين في كل مكان تجد بصماتهم في كل مجال من نواحي الحياة لهم فيها مثل يحكي عن الصدق والأمانة والإخلاص! وما أسوأ الحياة إذا رأيت الأشرار في كل مكان! فالسيئون كالبضاعة الرديئة تجد مظهرها جميلا لكن ما بداخلها سيئ ومغشوش وربما مؤذ فلا تجد بدواخلهم خيرا ولا ريحا طيبة! فهم يبحثون عن اذية الناس وكم هو مصيبة إذا تواجدوا في مراكز صنع القرار وخاصة تلك المتعلقة بمصالح الناس والتي تقضم جزءا غير يسير من أرزاقهم فهم يعسرون ولا يُيسرون والتجارب كثيرة في العالم العربي والإسلامي.