هدنة اليمن

دخلت الهدنة في اليمن التي أعلنها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن السيد هانس غروندبرغ وتستمر لمدة شهرين حيز التنفيذ، مساء أمس، وسط ترحيب خليجي وعربي وإسلامي ودولي واسع، كونها تفتح نافذة للأمل أمام الشعب اليمني لحل الأزمة بعد سبع سنوات من الحرب وتداعياتها القاسية. وتعد هذه الهدنة التي تتزامن مع بداية شهر رمضان ويتم من خلالها وقف كافة أشكال العمليات العسكرية بالداخل اليمني وعلى الحدود السعودية - اليمنية، هي الأولى منذ عام 2016 التي تتفق فيها أطراف النزاع على وقف القتال من حيث المدى الزمني والشمول، الأمر الذي من شأنه المساعدة في البناء على هذه الخطوة للمضي قدما في اتجاه إحياء المفاوضات السياسية. ويعكس تجاوب كل أطراف النزاع مع الهدنة، والترحيب الذي حظيت به على المستويين الإقليمي والدولي، وجود إرادة سياسية للتوجه نحو المسار السياسي. وفي هذا السياق جاء ترحيب دولة قطر بإعلان الأمم المتحدة، عن توافق أطراف النزاع في اليمن على الهدنة القابلة للتجديد بموافقة الأطراف، اتساقاً مع موقفها الثابت الداعي لحل الأزمة اليمنية استناداً إلى المبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار رقم 2216. إن دولة قطر، انطلاقا من وقوفها إلى جانب الشعب اليمني، من أجل تحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار والازدهار، تأمل أن تمهد هذه الخطوة، لوقف شامل ودائم لإطلاق النار، وانخراط كافة الفاعلين في المشهد اليمني وبدعم من المجتمع الدولي، في المسار السياسي الشامل والمصالحة الوطنية، وصولا إلى إنهاء هذا النزاع، وطي صفحة الحرب إلى الأبد، وفتح أبواب المستقبل أمام يمن جديد ينعم أهله بالاستقرار والازدهار.