14 سبتمبر 2025

تسجيل

"إزاحة الأسد ليست أولوية"

03 أبريل 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); هذا التصريح الذي صرحت به سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، يُعد تغيرا في لهجة واشنطن حيال الأزمة في سوريا والحرب التي تدخل عامها السابع، وسط أكثر من 400 ألف قتيل ولاجئين يتجاوز عددهم الخمسة ملايين. تصريح هيلي، ليس فقط انعطافا وتغييرا كليا من السياسة السابقة حول استبعاد الأسد من أي حل سياسي وهو موقف الإدارة الأمريكية السابقة، وتركيا، والاتحاد الأوروبي، بقدر ما هو موقف متسق ومتناغم مع الموقف الروسي الداعم لنظام بشار الأسد.يأتي تصريح هيلي تزامنًا مع تصريح وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون الذي صرح بأن مصير الأسد يحدده الشعب السوري، ولا أعلم عن أي شعب يتحدث السيد تيلرسون، هل الشعب الذي هُجر أم الشعب الذي قُتل؟ ثم إن الشعب السوري ومنذ بداية الثورة قد حدد مصير الأسد بالفعل بعدم رغبتهم برئيس يستمد شرعيته من خلال دماء شعبه وبمساعدة خارجية وفي الوقت نفسه يدعي محاربة الإرهاب. إن التغيير في السياسة الخارجية الأمريكية حول سوريا، مثير للقلق والتساؤلات في آن واحد، فتصريح السفيرة الأمريكية والمسؤولين الأمريكيين حول الوضع السوري ومصير الأسد غير واقعي وغير بناء، فكيف يتم الادعاء بأن الأولوية هي محاربة الإرهاب، بينما يتم التغاضي عن السبب الحقيقي والرئيسي في تمكن الإرهاب ووجوده، وهو نظام الأسد. وكيف أيضًا يتم التغاضي عما جرى للملايين من السوريين ومن ثم يتم الحديث عن أن مصير الأسد بيد السوريين؟ كذلك فالأسد كما يتغنى بالمقاومة والممانعة ونحن نعلم أن تلك قصة خيالية اختلقها، فهو الآن يتغنى بمحاربة الإرهاب وداعش، وبالطبع تلك أكذوبة أخرى يروجها الأسد، ليضع المجتمع الدولي أمام خيارين إما نظامه أو الإرهاب، وبالتالي فموقف الإدارة الأمريكية ببقاء الأسد، لا يعد فقط اعترافًا وإقرارًا بل وإسباغا للشرعية على حكم بشار الأسد، بل هو أيضًا تحقيق للطموح والمطامع السياسية لدول عدة إقليمية ودولية هدفها بسط هيمنتها ونفوذها على المنطقة. وإن كانت الإدارة الأمريكية أرادت بسياستها الحالية التي رأت فيها عدم إزاحة الأسد هو خطأ الرئيس السابق باراك أوباما، فإن التركيز على محاربة داعش فقط وصرف النظر عن الأسد، هو خطأ آخر، و"الخطأ لا يُعالج بالخطأ". هل موقف الإدارة الأمريكية الحالية هو إذعان للواقعية السياسية، أم عجز واشنطن عن إيجاد حلول فعالة؟ أم تسليم بالدور الروسي؟ مهما كانت الأسباب، الواقع سوف يقوي شوكة الأسد ويشجعه لارتكاب المزيد من الجرائم بدعوى "محاربة الإرهاب".