13 سبتمبر 2025
تسجيلفي أحد المقالات، كنت تحدثت عن عالمية النصوص وكتابها، وكيف نخلط في العادة بين النص المترجم للغة أخرى غير لغته، أو حتى لغات عدة، والنص الذي يعتبر عالميا. قلت إن الترجمة في حد ذاتها، ليست طريقا عالميا تسلكه الكتابة بجواز سفر معبأ بتأشيرات الدخول لأي مكان، وإنما وقفة قصيرة أو طويلة، أمام جوازات الإبداع، قد يحصل بموجبها على تأشيرة دخول وقد لا يحصل، بينما النص العالمي، هو ذلك يعبر ببساطة إلى التذوق بعد ترجمته. ذلك أنه أثار موضوعا عاما تتناقله البلاد كافة، أو تحدث عن مرض يصيب الناس في زيمبابوي ومونتريال على حد سواء، مثل الفيروسات، أو تنبأ بكارثة ستحدث في بقعة معينة، وحدثت تلك الكارثة، وثمة نصوص كثيرة، كتبت في بلاد العرب وفي الهند والصين انطبقت عليها صفة العالمية وأصبحت عالمية بالفعل. بخصوص كتابتي تلك، علق قارئ، وكان يعتقد أن العالمية أيضا سلوك للكاتب بقدر ما هي سلوك للنص، أي أن الكاتب العالمي ينبغي أن يشبه نصه في ارتداء المعرفة، والاستعداد لنشرها. وقد اعتبرت ذلك التعليق حيويا جدا، وبالفعل، كلما كان المؤلف أنيقا في سلوكه، وحضاريا، وممتلئا بالمعرفة، وله خبرات واسعة في مجالات المعرفة المتعددة، ويستطيع أن يملأ قاعات المحاضرات هنا وهناك برصانته، كان النص سريع العبور، ويتم تذوقه، والتنويه له في محافل عدة. أيضا كتبت عن المكتبات المنزلية، وشبهتها بالعنابر المملوءة بأرواح كثيرة، هي أرواح الكتب التي تتحاوم في بيوتنا، وتسعدنا بوجودها وقد لا نحس بها، لأننا نغفل شيئا هاما، هو تخيل ما قبل خلق تلك الكتب، وفي أي حالة من حالات النشوة أو الجنون كان كتابها حين صاغوها. وأيضا يجد بعض القراء نوافذ مشرعة في الموضوع ليلجوا عبره، ويؤكد بعض منهم أنهم فعلا ابتدأوا يتخيلون تلك الأرواح الموجودة في مكتباتهم، ويتصفحون الكتب تلمسا لها، وبالفعل عثر بعضهم على ذكريات له مع الكتب، حين اشتراها أو حين كان يقرأها، وهناك من تذكر تاريخ الشراء، وحتى من أين تم.