11 سبتمبر 2025

تسجيل

مدارسهم هويتهم

03 أبريل 2016

يركز الكثير من الآباء حين يقررون اختيار مدارس لأبنائهم على أمور عدة منها سمعة المدرسة، ويتناقلون ذلك من شخص لآخر، ففلان قد وضع أولاده هنا، وفلانة سجلت أبناءها هناك، وعلى أمر آخر ربما أقساط المدرسة إن كانت مناسبة لميزانية العائلة أو غير ذلك، وقد يبحث الآباء عن قرب المدرسة للمنزل خاصة في ظل ما تعانيه شوارعنا من الزحام والاختناقات المرورية، وآخرون همهم الوحيد المناهج التي يتم تدريسها لأبنائهم، فهذه المدرسة تعلم الأطفال لغات عدة، وتلك تركز على اللغة السائدة في العالم وغير ذلك من الأمور التي لا شك أنها في غاية الأهمية حين تعرض الخيارات على طاولة النقاش لاختيار الأفضل لبناة المستقبل.وقد يغيب عن الآباء حين يبدأون بتلك العملية المرهقة وما يحيط بها من نقاشات وعمليات بحث قد تستنزف الآباء جهداً ووقتاً، أن نتيجتها بالطبع غير مضمونة على الإطلاق، فكم من الآباء دفعوا ثمناً غالياً لسوء اختيارهم مكان الدراسة المناسب، وكم من شباب كانت مدارسهم هي السبب في فشلهم وفي سلوكهم طريقاً مغايراً لما رسمه لهم أولياء أمورهم.لكن هناك أمرا في غاية الأهمية لابد من أن ينظر إليه الآباء قبل تسجيل أبنائهم ألا وهو البيئة المدرسية، وتوجه المدرسة، ومستوى كادرها التعليمي، بالإضافة لكل ما ذكرناه سابقاً، والموازنة بين جميع تلك العناصر، فالطفل كما نعرف يولد على الفطرة، ومن ثم يتلقى تعليمه الأول من والديه وبيته وبيئته المحلية، وبعد ذلك ينتقل للبيت الأكبر ألا وهو مدرسته بمعلميها، وطلابها وبكل ما يتلقاه فيها سواء من مبادئ دينية صحيحة، أو من تربية وتوجيه قويم، إلى جانب المناهج التعليمية التي تكمل المنظومة المعرفية لديه، لتجعل منه فرداً متسلحا بالعلم الصحيح، والدعائم القادرة على أن تسد به ثغرات المجتمع السليم.