13 سبتمبر 2025
تسجيلفي أروقة الإعلام الجديد في الفيس بوك والتويتر بالتحديد، بدأ يبرز إطار جديد لأدب السجون ليس في الدول العربية التي وصلها قطار الثورة بل أيضا في بعض الدول الخليجية التي شرعت في اعتقال المغردين وأصحاب الرأي والناشطين السياسيين الذين تجاوزوا الإعلام الرسمي وملحقاته، وانطلقوا في رحاب الفضاء الإلكتروني كإعلام بديل لا يمكن حجبه أو تقييده بقوانين.يعرف شاكر فريد حسن أدب السجون بأنه الأدب الإنساني النضالي الذي ولد في عتمة وظلام الأقبية والزنازين وخلف القضبان الحديدية، وخرج من رحم الوجع اليومي والمعاناة النفسية والقهر الذاتي، والمعبّر عن مرارة التعذيب وآلام التنكيل وهموم الأسير وتوقه لنور الحرية وخيوط الشمس. الروائي المصري جمال الغيطاني يقول كنت كثير التفكير في السجن ويمكن القول إنني سجنت قبل أن أسجن، فعندما بدأت دخول الحياة الثقافية كانت الندوات مراقبة، ووجود المخبر أمر عادي وفي نفس الوقت كنا نسمع عما يجري في المعتقلات، كانت فكرة السجن تشغلني وتملأني باستمرار، معلقا "أنا لا أغفر لأي نظام ارتكب هذه الجريمة مهما كان".ازدهر أدب السجون من جديد بعد انطلاق قطار الثورات العربية ليحكي ما كان مسكوتا عنه في أيام الأنظمة العربية التطلعية التقدمية التي التبست رداء الديمقراطية والعلمانية! المجموعة القصصيّة "المبصرون" تحكي عن طلبة الجامعة التونسيّة في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات، وقد اصطلح البعض على تسمية هذا الجيل بكونه جيل المحرقة. بوهي تتناول أدب السجون بالمعنى الواسع والمجازي للسجن على اعتبار ما كان يستشعره الأبطال من ضيق واغتراب ومعاناة في وطنهم وذلك إذا ما أخذنا في الاعتبار القيود التي كانت مفروضة على حرية التعبير والخوف أو الرهبة التي كانت تلاحق المواطنين، فلقد أصبح لكل مواطن سجنه الخاص به وهو سجن إرادي وطوعي يدخل فيه بلا جلاد ولا سجان.كيف سيكون مستقبل السجن والسجين والسجان في العالم العربي؟ ربما الإعلام الجديد وحكايات أبطاله ونضالهم سترسم لنا صورة عن أدب السجون لم نكن نعرفها من قبل! لننتظر ونرى؟!