15 سبتمبر 2025

تسجيل

رأي بدون زنقة

03 أبريل 2011

إذا كانت الثورات أسقطت الأقنعة واتضح وجه الزعماء الحقيقي وما حدث من قتل وجثث ممزقة وأمور أُخرى لا يفعلها إلا كل من تجرد من معاني الإنسانية ولا يعمل لغضب رب العالمين، والعياذُ بالله، حسابا فهو يرغب أن يكون أحد زبائن جهنم الدائمين خالداً مُخلداً فيها، ولكن في الجانب الآخر حدثت بعض الأمور، في الحقيقة قناة الجزيرة كعادتها انفردت بعرض بعض اللقطات والمقاطع والكلمات المؤثرة أو المضحكة ابتداء من تونس الخضراء التي انطلقت منها شرارة هذه الثورات ورياح التغيير العاتية والتي قد لا تُبقي ولا تَذر إذا لم يصح الزعماء من غيَّهم؟؟ ونحن جميعاً شاهدنا ذلك التونسي الذي يمسح بيده على شعره الذي كساه المَشيب وهو يقول هرِمنا هرِمنا من أجل هذه اللحظة والآخر يقول عاشت تونس الخضراء الشعب التونسي لا يموت ثم قال بن علي هرب بني علي هرب غير مصدق هروب هذا الطاغية بهذه السرعة!! ومن تونس إلى أم الدنيا والكل يعلم إن للمصريين خفة دم يمتازون بها عن باقي الشعوب حتى في أحلك الظروف ولهم السَبق في الكثير من الكلمات المُعبرة والمضحكة، واشتهرت كلمة البلطجية ممن أطلقهم الحزب الحاكم من مجرمين وأصحاب سوابق أو من رجال الأمن بملابس مدنية قتلوا وسرقوا وأحرقوا وروعوا وأصبح هذا المسمى نسمعه في مختلف الدول العربية والتي فيها الاحتجاج ووجد الكثيرون من الزعماء ضالتهم فيها وأخذوا يقمعون شعوبهم بهؤلاء البلطجية!! كما للمصريين من الحزب الحاكم السبق في الثورة المضادة التي تتصدى للمحتجين وتشتبك معهم وأكثرهم من رجال الأمن كذلك إرسال الحزب الحاكم لمجموعة من فرسان بني خيبان ليس في الزمان والمكان المناسبين على ظهور سفن الصحراء أو الخيل إلى ميدان التحرير وكان دخولهم بين الناس مضحكا ومستغربا وتلقى هؤلاء ضرباً مبرحاً ومنهم من وقع على ظهره وأوسع ركلاً ما الله به عليم!! ومن اللقطات المذهلة أو من كان يصدق في يوم من الأيام أن حبيب العادلي وزير داخلية المخلوع حسني مبارك الذي طالما عذب وسجن الكثيرين وبعض من أعوانه ووزرائه ورجال الأعمال الذين يُشار لهم بالبنان من السُرَّاق الذين يجود العالم العربي بالكثيرين من أمثالهم يركبون عربة نقل ويساقون إلى السجن ويرتدون ملابسه ومن تحقيق إلى تحقيق!! والرئيس حسني مبارك صاحب القبضة الحديدية يُحجز على أمواله التي أخذها من أفواه المصريين، سبحان الله وتلك الأيام نداولها بين الناس وهذه رسالة لكل ظالم أن يَعتبر، وإذا كان حسني مبارك لم يجد من الجيش آذانا صاغية لكي يَقمع الشعب وبدل الطائرات لم يجد إلا جمالا وخيولا لكن صَاحبه ضرب شعبه بالطائرات هذا هو الثأر، الجزيرة لا شك تستغل كل شيء ملفت للنظر وخاصة عندما قال إنه سوف يلاحق شعبه المحتج سلمياً من بيت إلى بيت ومن دار إلى دار ومن زنقة إلى زنقة ويقتلهم!! وها هو زنق نفسه بما فعله بهم وتعرض إلى مجابهة المجتمع الدولي في ظل عجز الجامعة العربية ودولها التي تملك الجيوش والطائرات الحديثة والأسلحة المتطورة والظاهر إنها لن تستخدم إلا في قمع الشعوب ولن تضرب إلا المستضعفين!!، ما عدا دولة قطر التي أرسلت مختلف المساعدات ومن ثم طائراتها الحربية لنجدة الإخوة الليبيين كذلك الإمارات، فالجامعة العربية ماتت منذ سنين وقراراتها لا تتعدى المبنى وجدرانه المختلفة!!، كما إن لهذه الثورات ميزة المطالبات والتي اختلفت واجتمعت في كثير من الدول على مقولة ((الشعب يريد إسقاط النظام)) وكل ما يقدم لهم من تنازلات ويسقط من قتلى يرتفع سقف المطالبات أو يكون هناك طلب أوحد هو إسقاط النظام، والبعض لا يريد أن يُسقط أحدا بل مجرد يريد إسقاط الديون والتي بادر البعض في إسقاطها وفي الحقيقة كثرت طلبات الإسقاط وتنوعت، كما فضحت هذه الثورات الزعماء ومن حولهم وأبناءهم وبينت ما يملكون من ثروات ضخمة وليس هناك على قائمة أغنى أغنياء العالم إلا الزعماء العرب فلا يوجد مخلوق على البسيطة أغنى منهم، كما تفوقت الجزيرة بلا منازع على مختلف القنوات الفضائية بل قدمت شهيدا واحتُجز عدد من طاقمها في ليبيا وصُدرت محتويات مكاتبها وسُرقت معداتها في أكثر من موقع ولكن بقت صامدة مثل الجبال لن تَحيد عن الحقيقة، كما يجب على الدول التي ساهمت الجزيرة مساهمة مباشرة في تحرير شعوبها من هؤلاء المستبدين أن ترد الجميل للجزيرة بما يتماشى وما قدمته من تضحيات كبيرة في سبيل ذلك فالمجتمع الدولي لا يثق إلا في تغطية الجزيرة، كما ان بعض الزعماء نَزل عليهم وحي الكرم الحاتمي الذي عَجل في قدومه تسونامي الثورات وفتحت رياحه العاتية باب الهِبات والزيادات الذي لم يفتح منذ سنين وهو حق مشروع للشعوب وليس مِنَّة وتفضُلا من أحد سوى من رب العالمين، كما ان شباب التغيير في مصر وتونس يستعجلون النتائج ويريدون في يوم وليلة أن تتغير الحياة بصورة جذرية فهذا غير ممكن فالتَرِكة كبيرة والتحول إلى دولة المؤسسات يحتاج إلى وقت وصبر وجذور الفساد ممتدة وضاربة في مختلف المؤسسات كجذور الأشجار في كل مكان وتتبعها من الصعوبة بمكان، كما تجرأ البعض في انتهاك حرمات بيوت الله وقتل فيها مَن قتل وبينت هذه الثورات مدى دموية هذه الأنظمة وكثُر منهم التعليق على شماعة التدخل الخارجي وطبعاً سوبر سّتار أو البعبع المعروف بن لادن والقاعدة والتطرف الإسلامي، كذلك الخسائر الاقتصادية التي لحقت بالدول من جراء هذه الاحتجاجات كبيرة جداً. وآخر الكلام: عذراً على الإطالة وربما للكلام بقية.. [email protected]