24 سبتمبر 2025
تسجيلتكتسب الصحافة عموماً قوة التأثير والاحترام لدى الرأي العام وصناع القرار من التزامها بالمبادئ المهنية والأخلاقية مثل المصداقية والموضوعية والنزاهة وحس الانصاف في التقارير التي تقدمها، الأمر الذي يكسبها ثقة القراء فيما تنشر. ولعل أسوأ نموذج يمكن أن تقدمه الصحافة أو وسائل الإعلام عموما، هو أن تجعل من نفسها أداة لخدمة أجندات لا علاقة لها بدورها في تقديم الحقيقة للجمهور. لقد كشف تقرير نشرته مجموعة «بروج» البريطانية وهي مؤسسة فكرية مستقلة تأسست عام 1989، بمبادرة من رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت تاتشر، خبايا الحملة التي تقودها صحيفة الجارديان البريطانية ضد مونديال قطر، وقالت إن القراء لا يمكنهم الوثوق بصحيفة الجارديان في ظل ما يشوب تغطيتها من أجندة سياسية وخدمة أجندة خبيثة في إطار حملة خداع، مشيرة إلى تناقضات خطيرة في التقارير الصحفية بشأن التغطية الإعلامية لاستعدادات إقامة مونديال كأس العالم لكرة القدم 2022 في دولة قطر. وأبرز التقرير، الذي صدر بعنوان «من يمكن الوثوق به؟ الأخبار الكاذبة والتغطية الإعلامية لكأس العالم لكرة القدم 2022»، النفاق حين يغض البعض الطرف نسبيًا عن البطولات الأخرى في البلدان ذات السجلات المروعة في مجال حقوق الإنسان. وجاء في التقرير أنه إذا لم يكن من الممكن الوثوق بصحيفة «الجارديان» في تقديم تقارير منصفة عن الاستعدادات لبطولة كرة القدم، فلا يمكن الوثوق بالصحف الأخرى في مجموعة «الجارديان» للإعلام في موضوعات أخرى. إنه لمن المؤسف أن تنجر صحيفة بحجم الجارديان إلى تبني أجندة وصفها التقرير بأنها جزء من الإستراتيجية المستخدمة ضد قطر.. إن الجارديان مطالبة، ليس فقط بوقف الحملات الصحفية الممولة من الخارج، وشرح صلاتها بالمنظمات الأجنبية التي تسعى للتأثير على تغطيتها، مثلما دعا التقرير، بل أيضا إلى الاعتذار لقرائها قبل دولة قطر.