31 أكتوبر 2025
تسجيلالأرقام تدعو إلى الدهشة، منطقة الخليج اليوم تتصدر المشاركات والتفاعل في وسائل الإعلام الجديد مقارنة بجميع دول العالم! دراسة موقع "بيزنس إنسايدر" 2015م، تشير إلى أن دول الخليج، وفي مقدمتها السعودية تصدرت نسبة المستخدمين الناشطين ما يقارب النصف في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتفوقت على دول مثل الولايات المتحدة، التي بلغت نسبة مستخدمي تويتر على سبيل المثال فيها 23% من مستخدمي الإنترنت، والصين التي بلغت النسبة فيها نحو 19% فقط. يستخدم العديد من الناشطين مواقع التواصل الاجتماعي في الخليج من أجل البحث عن الأخبار والمعلومات ومشاركتها وغيرها من وسائل التسلية الأخرى، بالإضافة إلى التعبير عن رأيهم في المواضيع المختلفة بهامش حرية أوسع وبجراءة أكبر في العالم الافتراضي، نظراً لغياب المنصات المقابلة لها في العالم الواقعي، ووجود ترسانة من القوانين والتشريعات المكبلة لحرية الرأي والتعبير، والمقيدة لوسائل الإعلام، والمحرمة للتجمع العام، وتكوين مجموعات مدنية أو أهلية، بالإضافة إلى غياب المشاركة السياسية وحصرها على نخب معينة غير ممثلة ديمقراطياً. تقرير معهد بي بي سي للصحافة يذكر أن هناك طفرة بدأت واضحة المعالم، ودول الخليج الأكثر استعمالاً في العالم العربي لموقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يثير حفيظة السلطات التي لم تعد قادرة على ضبط هذا الكم الهائل من المواضيع المطروحة والمطالب والضغوطات.السلبيات من جانب آخر لها تأثيرها البالغ، الدراسة الأخيرة التي نشرتها صحيفة الديلي ميل البريطانية، تذكر أن هناك مايقارب 400 مليون شخص يعانون من ظاهرة الإدمان على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وهو يصنف كنوع من الإدمان الجديد ويعد أقوى من الإدمان على الخمر أو المخدرات أو التدخين، ويؤدي إلى ظهور حالات التوتر والاكتئاب الحاد، وقد تكون عواقبها وخيمة على النفس وعلى المجتمع، ويترك آثاراً نفسية وجسدية، مثل حب الوحدة والتشبث بالرأي والهروب من مواجهة المجتمع الواقع، وكم من هؤلاء موجودين في الخليج، ولم يتم التعرف عليهم، خصوصا من التصاعد المطرد في استخدام العالم الافتراضي.