19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); الافتراض المتداول بكثرة على لسان أكثر من محلل ومسؤول أمريكي وغربي هو أن ضربات ما بات يُعرف بالتحالف الدولي بقيادة أمريكا ستُضعف (الدولة الإسلامية) بَيْدَ أنها لن تقضيَ عليها. ذلك لأن المطلوب حسب محللين ومسؤولين أمريكيين كثر هو تغيير نظرة العرب والمسلمين عن (الدولة الإسلامية) أنها ليست حركة مقاومة للإمبريالية الصهيوأمريكية الغربية في العالمين العربي "الشرق الأوسط" والإسلامي، لتعيد رسم الخريطة العربية قبل (سايكس-بيكو) 1917 وإنما التأكيد إعلاميا وإعلانيا وعبر برامج ممنهجة لغسيل المخ العربي والمسلم أن (الدولة الإسلامية) دولة إرهابية تقتل باسم الإسلام والإسلام منها براء.الملاحظ أن عمليات (الدولة الإسلامية) ضد الحكومة العراقية في ازدياد وهي تمتلك عنصر المباغتة في هجومها وعامل "القنبلة البشرية" يسهم إلى حد كبير في نجاح عملياتها وقد كان ذلك واضحاً في اليومين الأخيرين في مناطق عراقية مختلفة منها (الفلوجة). هذا يفسر محدودية تأثير ضربات ما يوصف أو لا يوصف بالتحالف التحالف الدولي الأمريكي، لأن حسب التحليل العسكري فإن الضربات الجوية لا تحسم الحرب على الأرض. قطعاً، الذي لا يريه الإعلام الموجه أمريكيا وغربيا (وهو في مجمله صهيونيا) والإعلام العربي التابع له والذي ينفذ أجنداته (تأملوا في تقارير "صناعة القادة والمؤسسات في العالم العربي" وفقاً للمفهوم الأمريكي وأنا أسميه "صناعة الخونة" المنتشرة بكثرة هذه الأيام وهو يحمل بصمات صهيونية بامتياز) هو أن (الدولة الإسلامية) رغم ما يُروَّج عن دقة إصابة أهدافها من الجو تعلمت من (القاعدة) الحركة الأم في أفغانستان وباكستان واليمن كيف تتلافى صواريخ الطائرات الأمريكية (بصرف النظر عن جنسيات الطيارين المدرَّبين أمريكيا وغربيا ضمن "صناعة الخونة") بتقنيات وتكنيكات وتكتيكات إذا ما تم كشفها للعالم في يوم من الأيام فسوف تُدهش الأمريكيين والغربيين ومن لف لفيفهم وتسرول في سراويلهم. هذا يفسر أيضاً لماذا لم تستخدم أمريكا حتى الآن طائرات من دون طيار لقصف (الدولة الإسلامية؟). بعض مراكز الدراسات الإستراتيجية الأمريكية بالتحديد تتحدث عن أن أمريكا درست هذا الخيار ووجدته غير مجدٍ عسكريا وإستراتيجيا، دعك عن الكلفة المادية والبشرية في الأرواح البريئة من بين سكان عين العرب (كوباني).المتابع لإعلام (الدولة الإسلامية) لاسيَّما المسموع (ليس للدولة الإسلامية محطة تلفزة وإن كانت لديها منشورات وجريدة) من خلال (مجموعة راديو الدولة الإسلامية) أنها تعتِّم بشكل ملحوظ على تكنيكاتها لتلافي التفوق الجوي لأعدائها. هذا أيضاً يفسر لماذا رغم الضربات الألف تقريباً (التي وجهتها حتى اللحظة طائرات التحالف الأمريكية والفرنسية والبريطانية (للدولة الإسلامية) فقط في منطقة صغيرة جغرافيا وهي عين العرب (كوباني) التي هي جزء من محافظة (حلب) شمال سوريا والتي لا يتعدى عدد سكانها زهاء مائة واثنين وتسعين ألفا وخمسمائة نسمة) تتجاهل (الدولة الإسلامية) كل ذلك وتضرب بقوة في العمق العراقي بشكل خاص.إعلاميا، لا شك مطلقاً في أن ما تذيعه (الدولة الإسلامية) له تأثير كبير على مستمعيها وقد زادت شعبية (الدولة الإسلامية) كما لوحظ مؤخراً، خاصة بعد أحداث (باريس) التي أفرد لها مذياعها مساحاتٍ كبيرةً أيدت من خلالها العمليتين وأشادت بهما وذكرت أنهما تدخلان في الحرب الأمريكية الغربية الصهيونية على الإسلام وعلى أهم رموزه وهو النبي الكريم. ولا شكَّ أيضاً أن أحداث (باريس) خدمت كثيراً قضية (الدولة الإسلامية) واستقطبت مزيداً من المؤيدين، عرباً ومسلمين، حول العالم.نعود للتحليل الأمريكي عن (الدولة الإسلامية.) لم ولن يجد آذاناً صاغية حتى من أولئك العرب والمسلمين وغيرهم ممن لا يؤيدونَ خط (الدولة الإسلامية)، لأن كثيراً من العرب والمسلمين والأحرار في العالم (مؤيدين أو غير مؤيدين للدولة الإسلامية) يضحكون على المنطق الأمريكي ويتندرون عليه. لأن ما يسمى بإرهاب (الدولة الإسلامية) مستجَد مقارنة بإرهاب (الدولة الصهيونية "إسرائيل") المستمر لأكثر من سبعة عقود والمدعوم في المطلق أمريكيا وغربيا. وبالتالي، ليس للدعوة الأمريكية أي مصداقية أو صدقية في العالم العربي والعالم الإسلامي والعالم قاطبة.طبعاً، نحن نقول هذا الكلام كله بعيداً عن افتراضات الكثيرين (وأحياناً تخرُّصات) أن (الدولة الإسلامية) صناعة أمريكية غربية صهيونية. إذن، بمنأى عن ذلك كله وبمعزلٍ عن نظرية المؤامرة في تفسير الأحداث (التي كثيراً وسريعاً ما تتبادر للذهن العربي والمسلم تحديداً وتفسيره هو أن العربي أو المسلم عموماً ما يقفز إلى خلاصات جاهزة كي لا يرهق تفكيره بالتحليل لِما يجري من أحداث) يُلاحظ أن (الدولة الإسلامية) تستفيد من أخطاء الحركة الأم (القاعدة) تنظيميا وبدأت بالفعل في خطوات لإقامة نواة دولة قوية. لعل الظروف الإقليمية تساعدها، إذ إن أمريكا لا تفضل استخدام قوة على الأرض لانشغالها بالشأن الآسيوي وانسحابها مما تسميه "الشرق الأوسط". أما قيادتها للتحالف الدولي فإنه يدخل ضمن حرصها على ألا تضيِّع مكتسباتها في العراق على وجه الخصوص. فأمريكا هي التي قضت على الحكم السني الليبرالي بقيادة (صدام حسين) وأحلت محله بقصد أو بغير قصد حكماً شيعيا وبذلك هي لا تريد أن ترى عودة للحكم السني السلفي الذي قد يشكل خطراً جيوإستراتيجيا على "إسرائيل". المعروف من السياسة الأمريكية الغربية في "الشرق الأوسط" بالضرورة هو حماية أمن وبقاء "إسرائيل" حسب كتب صدرت في أمريكا نفسها تم منعها وملاحقة كتابها لمفكرين أمريكيين وآخرين أمريكيين يهود معادين للصهيونية، ولما كانت "إسرائيل" وأمريكا والغرب قد تضررت جميعاً من حقبة نظام (صدام حسين) فإنها تفترض (على الأقل) أن (الدولة الإسلامية) لديها دوافع أقوى للإضرار بأمريكا والغرب و"إسرائيل" إذا ما تمكنت من حكم العراق. كل المؤشرات على الأرض تصب في أن (الدولة الإسلامية) الآن تتبع تكنيكاً خطيراً وهو خلخلة الأمن في العراق وفي داخل بغداد التي تفيد التحليلات أن (الدولة الإسلامية) ستكثف هجماتها الانتحارية أو الاستشهادية تمهيداً للإطاحة بالحكم القائم حاليا في (المنطقة الخضراء) على غرار ما فعله المجاهدون الأفغان عندما أطاحوا بنجيب الله الموالي للسوفييت (في عهد الاتحاد السوفييتي) السابق ومن ثَمَّ شنقه أمام قصر الرئاسة في (كابول)، أيضاً كل المؤشرات تصب في أن (الدولة الإسلامية) ليست في عجلة من أمرها وأنها في المدى البعيد (إن لم يكن في المدى المنظور) ستتخذ من بغداد عاصمة لدولتها.