31 أكتوبر 2025
تسجيلفُرض الاحترام؛ كي يصبح سيد الموقف والمتحكم الأول به؛ لاكتسابه وفي المقابل (تماماً كما نود) يُلزمنا باحترام كل ما يكون منا، وهو ما يجعلنا ندور وسط دائرة تفيض بالاحترام نفسه، ولعل ما يطل من رأس القائمة ويجدر بنا الالتزام به هو احترامنا لكل كلمة ننبس بها؛ كي نكسب الثقة التي نستحقها وتليق بنا. إن من أهم الأطراف التي يتوجب علينا الاهتمام بها وتطبيق ما قد سبق ذكره معها؛ هي تلك الوعود التي نطلقها بين الحين والآخر، والتي لا يجدر بنا الإقبال عليها إلا إن كنا على ثقة تامة من قدرتنا على اتمامها؛ لأننا وإن فعلنا فسنضمن حينها النجاح الذي نترقبه؛ من أجلنا ومن أجل الآخرين، ممن يعنيهم الأمر، مما يعني أنه ومن الأفضل ألا نطلق من الوعود شيئاً سواه ما ندرك تماماً أننا سنتمه على خير وجه (على أقل تقدير)؛ لنتميز من حيث الأداء والجودة فتكون النتيجة رائعة جداً على خلاف ما يكون ممن (يفعل ما يتوجب عليه فعله؛ كي يُنهي ما عليه مهما كانت النتائج، التي ـ وفي أغلب الأحيان ـ تكون مصيبة بكل معنى الكلمة)، فينتهي به الأمر حتى من قبل أن يبدأ.. إن احترامك لذاتك ولكل ما يكون منك هو كل ما يترجم احساسك العالي بالمسؤولية، فيظهر ذلك من خلال حرصك على متابعة كل شيء بنفسك دون الاعتماد على الآخرين؛ لذا وحين يتعلق الأمر بك وباحترامك لذاتك، ولكل ما يحيط بك، فإنه ومن الأفضل أن تفعل ما يحلو لك، وما يُمليه عليك ضميرك، والأهم من كل ذلك ما يُرضي الله، الذي ستدرك توفيقه لك في كل صباح تعيشه؛ كي تعيش تفاصيله.. قد لا يكون تواجدك في المكان الذي يحتويك بمحض إرادتك، وقد لا يكون من حولك ويُشاركك الحياة ممن قد وُفقت باختيارهم، ولكن تظل أنت الوحيد القادر على جعل حياتك وحياتهم أجمل بكثير من خلال تمكنك من أدواتك التي تمتلكها، وتدرك كيفية استخدامها وما يليق بكل المواقف، وهو ما ستوفق به متى احترمت ما تمتلكه، وسخّرته؛ لجعل الحياة من حولك أكثر سلاسة بل وخالية من العُقد.. لا تخلو حياة أي إنسان منا من المشاكل، ولا تخلو لحظاته من تلك المتاعب التي قد لا ندرك حجم خطرها حتى تدركنا؛ لذا لا يجدر بنا التوقف عند مرحلة مبكرة والتمسك بها دون السماح لأنفسنا بالمتابعة؛ لإدراك المزيد، فالأمر يتطلب منا احترام قدراتنا التي نتمتع بها، وفي مرحلة كتلك، فإن أهم ما يستحق منا احترامه هو قدرتنا التي نستطيع معها جعل الآخر اكثر إقبالاً على الحياة، تماماً كما هي الحال معنا، خاصة أن بث المشاعر الإيجابية ضمن الدائرة التي تجمعنا بالآخرين تسمح للتفاؤل بتولي مهمة القيادة؛ لتصبح الأمور على خير ما يرام.خلاصة القول:كي تفرض احترامك على الآخرين وتصبح الوجهة التي سيبحث عنها الجميع؛ سعياً للأمان، فلابد أن تحترم حاجات الآخر ورغباته من جهة، وأن تتفهم مشاكله؛ لتعينه على حلها من جهة أخرى، وسط محيط تغلب عليه الخصوصية، التي ستُضاعف من قيمتك لديه؛ لأن أكثر ما يفضله كل من يحتاج إلى المساعدة هو (الحفاظ على خصوصيته) فهو ما سيسمح بامتداد العلاقة أكثر دون أن تتعرض لأي تلف من أي نوع كان. وأخيراً: كي تتمتع بالاحترام الذي تريده، امنح ما حولك ومن حولك الاحترام اللائق، وستفلح بإذن الله تعالى، وحتى حين نسأل الله لي ولكم كل التوفيق، وليرحمك الله يا أبي (اللهم آمين).