14 سبتمبر 2025
تسجيلننظرُ بأسى لِـمَا يمرُّ به النادي العربيُّ، الذي أصبحَ كالسفينةِ الـمُوشِـكَـةِ على الغَرَقِ فتدافعَ مُـحِـبُّـوهُ لإنقاذهِا، ونادوا الرُّبَّانَ والطاقَمَ ليُديروا الدَّفَّـةَ في الاتجاهِ الصحيح، لكن هؤلاء أصمُّوا آذانهم، بل قفز بعضهم منها وأخذ يدافعُ عن نفسهِ ويلومُ الآخرين.لا ندري ما مُـبَـرِّرُ ظهورِ أحمد السَّـيِّـد، المستقيل من منصبِهِ كرئيسٍ لجهاز الكرة بالنادي العربيِّ، في برنامج المجلس أمسِ الأولِ، ليتحدثَ عن خلافاتِـهِ مع شتيلكة وبعض أعضاءِ مجلس الإدارة، وينتقدَ بعضَ اللاعبينَ بالاسم، ويُحذِّرُ من أطرافٍ، لم يُسَـمِّـها، تعمل على تدميرِ النادي. وكأنَّ القلعةَ الحمراءَ لم يكن ينقصُها إلا ذلك. الذي نعرفُـهُ أنَّ الـمسؤولين في كلِّ مجالات الحياةِ، عندما يخرجون من مناصبهم، فإنهم يلتزمون الصمتَ عَــمَّا يعرفونَـهُ مهما بلغت ضآلَـتُـهُ، لأنَّ عدم التزامهم بذلك يُسَـبِّـبُ أضراراً كبيرةً على الجهات التي كانوا يعملون فيها. فظهورُ السَّـيِّـدِ بهذه الصورةِ، وفي هذا التوقيتِ، لم يكن مناسباً، بل عاد بالضَّـرَرِ الكبير على النادي وفريقِـهِ الأول. فما الداعي لحديثه عن فلانٍ الذي يعملُ ضدَّهُ، وفلانٍ الذي تخطَّى حدودَه، وآخرين يمارسون الإدارةَ بديكتاتوريةٍ فيمنعونه من التصريحِ لوسائلِ الإعلام؟، هذه شؤونٌ داخليةٌ بَـحتَـةٌ لا تُبحَثُ ولا تُناقَشُ هكذا، وكأننا نتحدثُ عن مشاجَـرةٍ بسيطةٍ وليس عن مصيرِ نادٍ عريقٍ صار مُهدَّداً بسببِ إدارتِـهِ. ثمَّ ما هذا الحديث عن وجود انقساماتٍ بين اللاعبين، فبعضُهُـم كانوا معه وبعضُهُـم مع شتيلكة؟، وكذلك تبريره لما قاله في البرنامج بأنه يريدُ توضيحَ الـمُشكلةِ وأسبابِـها للجماهير، فهل هذا أوان مثل ذلك الحديث؟، كان الأولى به ـ إن كان محباً وغيوراً على النادي ـ أن يترك الأمور لحين انتهاء الموسم. وبصراحةٍ، فإنَّ اللاعبين معذورين رغم كلِّ الانتقادات التي وُجِّـهَتْ إليهم طوال شهور، فقد كانوا يعانون معاناةً عظيمةً وضياعاً بسبب الخلافات بين الإداريين أنفسهم، وبين الإدارة والمدرب، ونتجَ عن ذلك حالةٌ من الشِـلَـلِـيَّـةِ التي حطَّمَتْ روحَ الفريقِ ومنعتْـهُ من تحقيقِ شيءٍ بمستوى اسم وتاريخ النادي منذ بداية الموسم. هذا كلُّـه يدفعُنا ـ مرةً ثانيةً ـ لتحميلِ الإدارة والسَّـيِّـدِ الـمسؤوليةَ كاملةً ولا نُحَـمِّلُها لطرفٍ ثانٍ.آنَ للإدارةِ أن تستمعَ لنَبْضِ القلبِ العرباويِّ، وحان الوقتُ لنقول للعرباويين: إنَّ صمتَـهُم لم يعدْ مقبولاً، فعليهم الحديثُ في جميع وسائلِ الإعلامِ مطالبين الإدارةَ أنْ تتخذَ خطواتٍ مدروسةٍ في سبيلِ إعادةِ الاستقرارِ للنادي العريقِ. وعليهم أن يقفوا خلف فريقهم، يساندونه ويشجعونه ويشاركون في الإعداد النفسي للاعبين.