14 سبتمبر 2025

تسجيل

هل سيكون عام السلام؟

03 يناير 2024

في الوقت الذي يستقبل العالم العام الجديد بالألعاب النارية يستمر القصف على غزة والضفة بالصواريخ والقنابل، وكيف لنا الفرح وأهل غزة تقصف بيوتهم على رؤوسهم؟ وعلى مدار هذه الأشهر شهد العالم الكثير من الأحداث الاستثنائية ما بين الكوارث الكبيرة منها الطبيعية، ومنها من صنع يد البشر كالحروب والاضرابات والاحتجاجات. إلا أنه كانت هناك الكثير من الإنجازات والتطورات بالعالم التي شكلت نقطة تحول في هذا العام. لم يكد العالم يخرج من جائحة كورونا منذ عامين حتى جاء هذا العام ٢٠٢٣، وهو الأكثر دموية بحسب تصريح الأمم المتحدة، عام حافل بالأحداث والكوارث الطبيعية. وأحداث شهدتها منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وشغلت العالم بها. منها القتال الوحشي في السودان، وأكبر نزوح منها، إذ نزح ما يزيد على سبعة ملايين شخص من منازلهم، وعلى اثني عشر ألف قتيل، وانتهاكات واعتداءات على النساء، ولا توجد أية مؤشرات لتوقفها. ولعل هذا العام يعتبر الأكثر دموية في فلسطين منذ ٢٠٠٥، فأحداث غزة التي بدأت منذ السابع من أكتوبر، والى اليوم مستمرة، ومع إجراءات عسكرية إسرائيلية مشددة ضد شعب أعزل، وبرغم الرفض الفلسطيني التهجير والنزوح، والوضع الصحي المعدوم، وحملة اعتقالات لا تنتهي وممارسات إسرائيلية وحشية لم تتوقف وتيرتها ضد الفلسطينيين، التي وصفت بالتطورات الخطيرة. فكانت حصيلة الشهداء الفلسطينيين خلال العام المنصرم ٢٠٢٣، تعد أكبر حصيلة شهدتها فلسطين منذ نكبة ١٩٤٨، اذ بلغ ما لا يقل عن ٢٢.٤٠٤ شهداء. يأتي دور الحراك القطري والدبلوماسية القطرية، من أجل هدنة انسانية ووقف القتال الدائر في غزة، وتبادل الأسرى. ورفض العالم لهذا الظلم، واستمرار المظاهرات والمقاطعة الاقتصادية من شتى انحاء العالم ضد الاحتلال الإسرائيلي ومن يساند من بعض الدول مثل أمريكا وألمانيا وغيرهما، الا أن آلة القتل والتدمير مستمرة ولا تتوقف. بالطبع في هذا العام لفتت قطر الأنظار، متمثلة بسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني من جانب الدبلوماسية القطرية فلم يكن عاما عاديا، واكتسبت ثقة العالم في الوساطات، وحل النزاعات صناعة السلام، فقد كان مليئا بالوساطات والتحركات الدولية، بل تجاوزت الشرق الأوسط، لتعزيز العلاقات الدولية، وتحقيق السلام. ودورها في حل النزاعات والوساطات، وتعزيز الشراكات الاقتصادية. كان عاما متميزا بانفتاح قطر على الدول وخصوصا الدول التي لها أهمية كبرى في الاقتصاد، وتدل على عمق العلاقات التي تعززت بتوقيع مذكرات التفاهم في شتى المجالات والعلاقات التي تجمع بين الدول في التنمية. أيضا كان عاما حافلا لقطر في كثير من المجالات على الصعيد السياسي، والاقتصادي، والتعليمي، والصحي وما يتوافق مع رؤية ٢٠٣٠ ومن منطلق ايمان قطر ببناء الانسان ودوره في البناء في المجتمع في المجالات المختلفة، شهدت الهوية القطرية اهتماما ملحوظا في كثير من الأقطار، وتحقيق التطلعات التي تسعى لها قطر. بالطبع نتأمل خيرا بالله، ونتفاءل ببداية هذا العام الجديد، أن يحمل لنا كل خير وبشرى وتوقف الحروب والقتال، في كل مكان، وتعود غزة وأهلها للحياة من جديد. وبلا شك وبرغم كل الأحداث المأساوية التي خلفتها كل هذه الحروب هذا العام نسأل الله أن يجعلها سنة العوض عن كل ما فات. ختاما جعل الله العام الجديد عام خير يتغير فيه حال العالم أجمع الى أحسن حال... كل هذا وبيني وبينكم.