التعاون وتضافر الجهود للتصدي للجائحة

شهدت الأسابيع الأخيرة، ارتفاعا ملحوظا في الحالات الجديدة المسجلة يوميا للإصابة بفيروس "كوفيد-19"، بعد أشهر طويلة من استقرار الاوضاع الصحية بفضل الاجراءات التي اتخذتها الدولة لاحتواء جائحة كورونا وأظهر خلالها المجتمع تعاونا غير محدود فيما يتعلق بالالتزام بالتدابير الاحترازية والوقائية، فضلا عن حملة التطعيم الواسعة، حيث تلقى أكثر من 86 بالمائة من السكان جرعتين على الأقل، الأمر الذي حقق نجاحا مشهودا. اليوم، ومع ظهور ورصد المتحور الجديد "أوميكرون" وهو يصنف من المتحورات سريعة الانتشار، بدأت دولة قطر تشهد بوادر موجة ثالثة من وباء فيروس كورونا "كوفيد-19"، حيث ازدادت أعداد الاصابات خصوصا وسط الفئات غير الحاصلة على التطعيم المضاد لفيروس كورونا من الأطفال والبالغين، أو من مضى على جرعتهم الثانية ستة أشهر، إلى جانب دخول فصل الشتاء، الذي كانت التوقعات تشير فيه الى احتمال زيادة أعداد الاصابات. ومع أن أعراض المتحور الجديد "اوميكرون"، بناء على المعلومات الأولية، طفيفة الى معتدلة وليست له مضاعفات خطيرة تذكر، لكن استجابة أجهزة الدولة للتعامل مع التطورات الجديدة والاستعداد لكل الاحتمالات كانت عالية وسريعة، حيث تحركت آلة التوعية الاعلامية للصحة بالتزامن مع الاجراءات التي اتخذتها مؤسسات الدولة المعنية بما في ذلك دعم خدمات الطوارىء ومراكز الرعاية العاجلة التابعة لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وغيرها. إن الاستمرار بالنهج نفسه الذي تجاوزنا به الموجات السابقة، هو ما ينبغي أن نمضي به وهو مواصلة تضافر الجهود والتعاون بين المجتمع والدولة بالالتزام بالاجراءات الوقائية، والتأكد من الحصول على جرعات التطعيم اللازمة بما فيها الجرعة المعززة التي تؤكد الدراسات العالمية والبيانات المحلية نجاعتها في حماية المجتمع وفي الوقاية من العدوى الشديدة ضد متحور أوميكرون الجديد.