19 سبتمبر 2025
تسجيلعندما استقبلنا 2020 لم نظن للحظة أنها ستكون سنة مختلفة، استثنائية، صعبة بكل تفاصيلها وأيامها وثقيلة بكل لحظاتها، وحافلة بالأحداث فقد بدأت باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني في ثالث يوم من السنة، وتبعها سقوط طائرة ركاب أوكرانية، ولحقها حرائق في غابات في أستراليا كانت الأسوأ على الإطلاق، في هذا الوقت كان قد انتشر فيروس كورونا كوفيد-19 في الصين وبدأ يسري في العالم وقُدرت الإصابات بأكثر من 768 مليونا و3600 ألف شخص حول العالم، ووصل عدد الموتى حوالي مليون و693 ألف شخص حول العالم. وبدأت الحياة تتعقد بعد ذلك وفُرض التباعد الاجتماعي وحُبس الناس في البيوت، وخلت الطرقات من المارة وتوقف الطيران وهُجر السفر، وفضت الكعبة من المصلين والمعتمرين، كما أصبح لزامًا على الجميع ارتداء الكمامات التي اختلف عليها العلماء والأطباء إلاّ أنها فُرضت عالمياً على كل الشعوب، في الوقت الذي بدأت فيه شركات الأدوية تجري ابحاثها لإنتاج لقاح يقي من فيروس كورونا. وخلال الأزمة العالمية لفيروس كورونا التي أثرت على العالم اقتصادياً، اجتماعيًا، صحياً، نفسياً حدثت أحداث زادت الشعوب ألماً مثل وفاة سلطان عمان قابوس بن سعيد، حيث حزن الخليج كله على وفاته رحمه الله. ولعل على الصعيد السياسي حصل اتفاق تاريخي بين واشنطن وطالبان، وعلى الصعيد الإنساني هاجت الولايات الأمريكية باحتجاجات تحت راية لا أستطيع التنفس بعد وفاة جورج فلويد الأمريكي من أصول افريقية على يد ضباط بيض اثناء اعتقاله مما أثار العالم كله ضد العنصرية وبعدها بدأت مجموعة من الجرائم ضد ذلك. وفي عز انتشار الوباء وعدم استطاعة الناس السفر وبقاؤهم في الصيف في بلدانهم اتت ضربة اهلكت العالم العربي، وذلك بعد انفجار بيروت المدمر الذي راح ضحيته 140 شخصا ناهيك عن مئات الجرحى والخراب والدمار الذي طال أرجاء بيروت في وقت تعاني منه من ظروف سياسية غير مستقرة وأزمة كورونا. وفي سبتمبر غاب أمير الإنسانية سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يرحمه الله وهو قائد لم يحبه الكويتيون فحسب بل أثرت وفاته في كل الشعوب خاصة الشعب القطري الذي لن ينسى وقفاته خلال الأزمة الخليجية ومحاولته للحفاظ على البيت الخليجي المتصدع، فألف رحمة على روحه الطيبة. وفي الربع الأخير من العام ومع تلويح الشركات لقرب جاهزية لقاح كورونا، وبعد أن بدأت تعود الحياة لطبيعتها إلى حدٍ ما بدأت احتجاجات عنصرية ضد الإسلام في فرنسا بعد نشر رسوم مسيئة للرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، ومن بعدها بدأت حملة مقاطعة المسلمين لفرنسا وبضائعها ومستمرة إلى الآن. أمَا الحدث الذي كان ينتظره العالم هو فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الامريكية التي لم يتقبلها دونالد ترامب وشكك فيها، ولكن معظم الشعوب المهتمة بسياسة أمريكا كانت تتمنى فوز بايدن بعد الفوضى التي حدثت في العالم خلال رئاسة ترامب، خاصة تنفيذ خططه في التطبيع مع إسرائيل التي وصلت للدول العربية والخليجية وطبّعت معها علانية، وكأن العالم العربي تخلى عن القضية الفلسطينية والأرض المسلوبة وحقوق الفلسطينيين في العيش في أرضهم بكرامة!. وفي الوقت الذي ما زلنا ننتظر فيه لقاح كورونا تُعلن بريطانيا ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا، ويبدأ العالم في الخوف من جديد وتغلق معظم الدول وتفرض حظر تجول. وعلى الصعيد الكوني حدثت ظاهرة اقتران كوكبي المشتري وزحل التي تحدث مرة واحدة في العمر. كما رحل خلال سنة 2020 عديد من الشخصيات الفنية والإعلامية ولعل أبرزها في قطر الإعلامي جاسم عبدالعزيز والناشط الاجتماعي جابر آل مسعود، وعلى المستوى العربي السياسي صائب عريقات وعلى المستوى الرياضي مارادونا، وعلى الصعيد الفني رجاء الجداوي، شويكار، محمود ياسين، نادية لطفي وحاتم علي، ناهيك عن الكثير من الموتى نتيجة المرض والحوادث وغيرها، رحم الله كل الموتى. وفي آخر ديسمبر 2020 ظهر اللقاح المنتظر وانقسم الناس بين مؤيد لتلقيه ومعارض، ولعّله اللقاح الاول الذي يظهر في وقت قياسي لإنقاذ البشرية من وباء كورونا كوفيد-19. فبعد عام مليء بالأحداث الفاجعة وبالصعوبة على النفس البشرية، يأمل الجميع أن تحمل لنا 2021 أيامًا سعيدة هادئة، نتعافى فيها من تبعات فيروس كورونا، وتعود الحياة لطبيعتها ونعود لعفويتنا التي كنّا عليها في التعامل مع الاشياء ونكف عن ارتداء الكمامات والخوف من الآخرين، وتعود المطارات للعمل بشكل طبيعي، ويسافر الناس بحرية كما كانوا سابقاً، وننعم بحياة خالية من الأمراض والأوبئة بإذن الله. •كل عام وأنتم بخير، استقبلوا أيامكم بثقة برب العالمين بأنها ستكون لطيفة وسعيدة وتحمل لنا البشائر. •قد نكون خسرنا أمورا اعتدنا عليها وأشخاصا كانوا مقربين لنا خلال أزمة كورونا، ولكن الله يمنحنا العوض الأجمل دائماً لكل ما يرحل عنّا. [email protected] @amalabdulmalik