29 سبتمبر 2025

تسجيل

لماذا لا نساند مصر؟!

03 يناير 2013

مصر هي مكمن قوة الأمة العربية وعزتها، في قوتها قوة الأمة، وفي ضعفها وهن يصيب الجميع بالضعف والهوان، ولم تسعَ إسرائيل إلى إبرام اتفاق سلام مع مصر عام 1979م في كامب ديفيد إلّا من أجل أن تُحيّدها وتبعدها عن امتدادها العربي والإسلامي، لكن مصر العزيزة بنبضها العربي الإسلامي ظلت نابضة بكل ما يهم الأمة، فلا المعاهدات ولا الاتفاقيات أو غيرها تستطيع أن تبعدها عن محيطها، أو تذهب بنا بعيداً عنها وعن كل شأن يهمُّها. هذه المقدّمة لا جديد فيها، لكنها مهمّة لما هو آتٍ، فهناك حملة أطلقها المصريون خارج مصر، وناصرها عدد كبير من مُحبي مصر وعلى رأسهم علماء الأمة، لتحويل وادخار ولو دولارا واحدا لدعم الاقتصاد المصري حتى يستطيع الوقوف بثبات في مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تواجهها مصر. الاقتصاد المصري قوي، والخيرات التي حبا الله بها مصر لا حصر لها، وقد قال الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي خلال كلمة له أمام مجلس الشورى إن "من يتحدث عن إفلاس مصر هم المفلسون"، لكن الاقتصاد مهما بلغت قوته يتعرض لهزات قد تؤثّر وتتأثّر بها الحياة الاجتماعية، وتمر بوضع الحلول والدراسات المناسبة لتجاوزها بكل سهولة ويسر، وليس أدل على ذلك من الأزمة التي يتعرّض لها الاقتصاد الأمريكي حالياً ومحاولة الرئاسة هناك التفاوض والتحاور مع الجمهوريين لتجاوز هذه الأزمة بحزمة من القرارات الخاصة بهذه المرحلة، وفي حالة الاقتصاد المصري لا بد من تكاتف أبناء مصر مع الحكومة لتجاوز هذه الأزمة التي نتمنى جميعاً زوالها قريباً. وأتساءل هنا عن عدم اهتمام الجمعيات والمؤسسات الخيرية في دولتنا بما يحدث في مصر، ويزداد التساؤل عندما نعلم أن جميع هذه الجمعيات والمؤسسات تعد سبّاقة في مثل هذه الحالة، فلماذا التأخير؟!!، ألا يُحفّزها ما يحدث في مصر وتتناقله وسائل الإعلام في كل مكان على الإسراع لمساعدة الاقتصاد المصري؟! أليست هي التي سجلت مواقف ننظر لها بكل فخر واعتزاز ليس آخرها مواقفها في غزة وفي بورما؟، ثمّ إن قطر كانت من أولى الدول التي مدّت يدها للشقيقة الكبرى مصر، ومن ذلك إيداع وديعة بمبلغ ملياري دولار لدى البنك المركزي المصري، فلماذا هذا التأخير؟ وما مبرراته؟ ولماذا لا تكون هناك حملة للوقوف مع مصر حتى تتجاوز هذه الأزمة؟ وإن لم تكن هناك أزمة كما صرح الرئيس المصري، ونتمنى ذلك بقلوب صادقة يملؤها حب مصر، فحتماً ستكون عوناً لدعم الاقتصاد المصري وبناء مصر المستقبل. وهنا أدعو الأمة بجمعياتها ومؤسساتها الخيرية أن تهبّ لمساعدة مصر العزيزة على قلوبنا جميعاً، فمصر اليوم أحوج ما تكون إلينا، خاصة أنها تمر بمرحلة تنمية شاملة على جميع الأصعدة، ونماء مصر وتقدمها وقوتها نماء وتقدم لدول المنطقة وقوّة لها..