13 سبتمبر 2025

تسجيل

"كيف نحول الأحلام إلى حقيقة؟"

03 يناير 2012

الحلم حق شرعي يستحق بأن يفرد شراعه في نفس كل واحد منا، والأمل هو كل ما سيبعثه الهواء من نسمات ستعبث بصواب ذاك الشراع وتثيره كي يتراقص على لحن الأحداث، ويحلق من بعدها نحوها أهدافه، ونحن من نعيش وذاك الأمل من أجل تحقيق الحلم الذي نسعى إليه أياً كان لونه، فكل ما يهم بالأمر هو أنه يخصنا نحن فقط، وإن كان يشمل غيرنا ممن حولنا، ويُبشرهم بخير كثير. منذ أيام فقط احتفلت بمرور العام الأول على صفحتي الأسبوعية (الزاوية الثالثة)، وهو الحلم الذي راودني، وسعيت وبكل جهدي؛ لتحقيقه ورؤيته واقعاً على أرض الواقع، والحق أنه ما قد تطلب مني الإصرار على تلاحم الأمل الذي وُجد بداخلي وبجد مع جهود غيري ممن دعموا هذا الحلم، ووثقوا بصاحبته، حتى كانت النهاية باحتفالنا معاً بنجاحها تلك الصفحة والحمدلله على ذلك. حديث اليوم لا يخلو من نبرة التطوير التي تصر على المشاركة والظهور بين كلمات هذا العمود كل الوقت، فهي تلك التي تترك بصمتها، وتظل حين تطل عليكم كل مرة، والحق بأنه الأثر الذي نحرص على تركه فيكم دائماً أيها الأعزاء. اليوم سنُحدثكم عن الحلم الذي يترجم ما نحمله منا في الأعماق، ويعبر عما نكنه فعلاً، ولكن قد تأخذنا الالتزامات بعيداً عنه حتى من قبل أن نتفرغ له، أو قد تُبعدنا عنه بعض الحوارات الفارغة التي تُشعرنا بأننا كذلك، ولكنه أي (الحلم) أجمل ما يمكن بأن يكون منا يوماً، خاصة وإن جاء ضمن إطار يحفل بالعطاء، ويحتفل به. للحلم قيمة عالية تكون حين تنبت بذرته من الأعماق، وحين يرويها الأمل والعمل، والحق بأن حاجتنا إليه هذا الحلم لهي عظيمة جداً، بحكم أن كل حلم فردي يخرج لخدمة الجماعة، سيطور كافة شرائح المجتمع شاملاً بذلك كل طياته، وكل ما تتضمنه، مما يعني بأننا سنشهد تغييراً ملحوظاً وعلى نطاق واسع سيشمل الجميع، وكل ما يتطلبه الأمر هو أن نحلم، ونتأمل الخير من هذا الحلم، ثم نفكر به ملياً، ونبحث في كل الأسباب التي تدفعنا نحوه؛ لنكون منها خطة ذات خطوات واعية ومدروسة تساعدنا على تطبيقها، وتحقيقها فتحقيق كل ما كنا نحلم به منذ البداية، وهو كل ما يسهل طالما أن الإرادة موجودة، ولكن هل يعني ذلك بأن غياب هذه الإرادة لن يسمح لنا بالمرور على كل تلك المراحل السابقة التي ستأخذنا نحوه الحلم؟ وهل يعني تأخر مرحلة تحقيق الحلم بأننا لن نحققه أبداً؟ يدرك الحكماء دوماً بأن الحياة معركة تتطلب من يحارب سلبياتها؛ لينقذ إيجابياتها، وهو ما يكون بالنسبة لهم كالحلم الذي يسعون إلى تحقيقه، فإن توقف هؤلاء عن تحقيق ذاك الحلم منذ البداية، فهل يعني ذلك توقفهم عن التمتع بحق استمرارية الحياة أيضاً؟ بالطبع (لا)، فهم يدركون تماماً بأن الأمر يتطلب منهم وقتاً طويلاً؛ كي يحققوا ما يسعون إليه، وهو ما يتطلب منهم نفساً طويلاً لا يمكن بأن ينقطع قبل أن تنتهي المهمة، مما يعني أننا نحتاجه الصبر ومن قبله تكرار المحاولات، فما قد نقدمه في المرة الأولى قد لا ينفعنا في المرة الثانية، وما نأتي به حينها قد لا نُوفق به فيما بعد، مما يعني أنه يتوجب علينا القيام بكل تلك الخطوات السابقة التي تشمل الحلم على رأس القائمة، مروراً بكل ما سبق حتى بلوغ مرحلة المحاولة وتكرارها مراراً وتكراراً حتى ننجح وفي نهاية المطاف، ولنتذكر دوماً بأن الإخلاص بالعمل هو ما سيساعدنا على ذلك، وأن كل فكرة عظيمة كانت حلما سكن أعماق أحدهم يوماً ما حتى من قبل أن يصبح واقعاً. وأخيراً هناك الكثير لنقوله، وما هو أكثر منه؛ لنحققه إن شاء الله، ولكن حتى حين، فليوفق الله الجميع. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]