21 سبتمبر 2025
تسجيلتسببت دول الحصار في القضاء على دول مجلس التعاون الخليجي لتنهي جهود سنوات وطموحات عريضة طالما كان الشعب الخليجي ينتظرها منذ سنوات. ظل المجلس يمثل الامل في تحقيق الاتحاد الخليجي وتعزيز المواطنة الخليجية بحرية التملك والانتقال والعلاقات المشتركة القائمة على الوشائج القوية بين شعوب المجلس. وفجأة لحقت يد التدمير بكل تلك الآمال وجعلتها رمادا تذروه الرياح. لم يكن المجلس ملكا للحكومات ولا لدول المجلس بل كان ملكا خالصا للشعوب. لقد كان مجلس التعاون الخليجي رغم ما اعتراه من معوقات يمثل بارقة أمل توحد الأمة وتحقق طموحاتها في التعاون والتعاضد لتلحق بالشعوب المتقدمة كما هو الحال في الاتحاد الاوروبي ورابطة الآسيان ورابطة الكونكاف وغيرها من الروابط الاقليمية التي ساعدت دولها في النهوض والتعاون المشترك وتحقيق الآمال والطموحات. وبالأمس كان مجلس العلاقات الخارجية الامريكي في واشنطن يتساءل عن مصير المجلس في ظل الحصار الظالم المضروب على قطر. وجاء رد سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية صريحا ليضع النقاط على الحروف ويصف وضع مجلس التعاون بانه مؤسف، في ظل افتقاده القدرة على التأثير. ويكفي أنه عندما بدأ حصار قطر تغيرت نظرة المواطنين والمجتمع الدولي تجاه المجلس وبين ذلك كيف أصبح المجلس أداة غير مؤثرة. وغير معنية بالقضية الاهم وهي حماية الشعوب ووضع الخطط الناجعة التي تحقق لها الطموحات. وكان وزير الخارجية منطقيا وهو يبدي تشاؤمه من امكانية استرداد المجلس لدوره مستقبلا في ظل الوضع الحالي، لان ما يحدث لمجلس التعاون امر مؤسف، لانه كان أكثر الهياكل استقرارا في المنطقة. ولم تكن دولة قطر تريد للمجلس بلوغ هذا المستوى من التوتر خاصة ان الدوحة ظلت هي المنبر الذي يقرب المسافات بين الشعوب. العالم يقترب والكيانات الاقليمية والدولية تتوسع وتنشط في شتى مجالات التعاون وللاسف كان نصيب منطقة الخليج هو فقدان هذا الكيان.. ويبقى الأمل ان يعود مجلس التعاون قويا ويتجاوز كل سلبيات الماضي ليحقق آمال وطموحات شعوب المنطقة.