20 سبتمبر 2025

تسجيل

مأساة اليمن ومسؤولية المجتمع الدولي

02 ديسمبر 2017

الصرخة المدوية التي أطلقتها الأمم المتحدة على لسان مارك لوكوك وكيل الأمين العام  للشؤون الإنسانية برفع الحصار عن اليمن ووقف معاناة ومأساة الشعب اليمني ترددت أصداؤها في المجتمع الدولي، واهتز الضمير العالمي لما يتعرض له اليمنيون من قتل ودمار وتشريد وتجويع في مأساة إنسانية ليس لها مثيل. معاناة الشعب اليمني مستمرة منذ سنتين ونصف جراء الحصار المفروض من قوات التحالف العربي بقيادة السعودية وسيطرة الانقلابيين من مليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح على المدن والمحافظات، ما جعل الشعب اليمني بين فكي كماشة وأصبح ضحية يومية للحرب المستعرة بين الطرفين. المأساة اليمنية أصبحت مادة إعلامية لكثير من الصحف ووسائل الإعلام العالمية التي نشرت تقارير موثوقة عن أحوال الشعب اليمني، حيث عمت البطالة وأدى القصف المتكرر إلى تدمير الجسور والمستشفيات والمصانع، مما منع حصول الأطباء والموظفين الحكوميين على أجورهم، كما تعرض عشرات الآلاف للأمراض بسبب سوء التغذية وعدم وجود الصرف الصحي، وقد أصيب أكثر من نصف مليون بمرض الكوليرا فيما قضى المرض على 2000 شخص خلال الأشهر الأخيرة في أكبر تفش لهذا المرض في العالم خلال الخمسين عامًا الماضية. هذه التقارير وضعت الأمم المتحدة أمام مسؤوليتها فلم تجد مناصا من إطلاق الصرخة من قبل وكيل الأمين العام  للشؤون الإنسانية، الذي طالب التحالف العسكري الذي تقوده السعودية برفع الحصار بالكامل عن اليمن، داعيا لتجنب مأساة إنسانية فظيعة تشمل موت الملايين لم يشهد العالم مثيلا لها منذ عقود كثيرة. إن ما يحتاجه اليمن ليس فقط المساعدات الإنسانية بل يحتاج إلى حل سياسي شامل بين الفرقاء ينهي الحصار ويعيد السلام والاستقرار.