13 سبتمبر 2025
تسجيلشهادة دولية معتبرة حملها التقرير الأخير الخاص بقياس مؤشر الإرهاب الدولي لدول الشرق الأوسط 2014، من حيث حجم تعرضها وانخراطها في العمليات الإرهابية، والذي بين أن قطر تحتل المرتبة المتقدمة في الدول الخالية من الإرهاب تماما، صفر من 10 نقاط حسب التقرير، تليها عمان والكويت والإمارات. وهي نعمة لا يعرف قدرها إلا من ابتلي بها في العراق وسوريا والصومال وهم يأتون على رأس القائمة في التقرير.من جانب آخر من أكبر التحديات التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية، تصدر المشهد العام بعض الجماعات المتطرفة التي تقوم بتقديم صورة مشوّهة للدين الإسلامي ومبادئه حيث تطمس ثقافة التسامح والتعايش والقبول والسلام، وتروّج لثقافة العنف والإرهاب والصدام والصراع مع الآخر في الداخل والخارج، سواء عن طريق استخدام نصوص دينية أو مذهبية من التراث أو حوادث وأقوال من حقب تاريخية مختلفة وغير متشابكة وإسقاطها على الواقع، وهو ما أسهم في انتشار الأفكار المتطرفة التي تغذّي العنف وتبرّر اللجوء إلى الإرهاب؟! كتاب الوسطية والاعتدال في مواجهة الغلو والتطرف الذي أصدره مجلس الشؤون الإسلامية بدولة البحرين ضمن سلسلة ''قضايا اجتماعية وإسلامية''، يشير إلى أن الرؤية الوسطية تشكل الأساس في معالجة ظاهرة التطرف، وأنها لن تقوم فقط بمحاصرة فكر التطرف، ولكنها ستمضي إلى أبعد من ذلك، وستعمل على تلاشيه شيئا فشيئا وتجفيفه من منابعه حتى يتم القضاء عليه بشكل كامل. لكنه يشترط في ذلك أن يتم توفير البيئة الصحية التي توفر الحرية في الفكر والنقاش والحوار، تلك البيئة التي تفضي في النهاية إلى غربلة هذا الفكر وظهور الحق عليه. وهناك عدة خطوات يجب اتخاذها، الأولى: الاهتمام بتكوين العلماء والدعاة، وأن ذلك له مفعول جد إيجابي على محاصرة فكر الغلو، الثانية: إبراز العلماء ذوي التوجهات المعتدلة والمتوازنة إعلاميا وفضائيا ليكون في انتشارهم ووجودهم ضمانة للاعتدال والتوازن والوسطية، الثالثة: إنشاء مراكز علمية متخصصة تبحث أسباب وآثار وشبهات الغلو والتطرف لترد عليها ردا علميا يبلغ الدعوة ويقيم الحجة ويزيل الشبهة، الرابعة: إعداد برامج إعلامية تروج لثقافة الاعتدال ونبذ العنف واستخدام ما تنتجه هذه المراكز في خطابها الإعلامي لترشيده وتقويته.لكن أيضا من الخطوات التي يتم تجاهلها في مشروع محاربة التطرف واجتثاث جذوره من أي مجتمع، أن نصل إلى قناعة بأن قيام البدائل الديمقراطية والالتزام بمتطلبات الإصلاح السياسي والاقتصادي والثقافي هو البوابة الرئيسة لإنهاء هذه الظاهرة في المجتمعات الخليجية والعربية والإسلامية.