15 سبتمبر 2025
تسجيلقطع الوعود يستوجب الالتزام بها، فإن تم خرقها قُطِعَ حبل الثقة، وكُتب للشك حق التقدم بخطوات واثقة وجريئة يقبل بها دون أن يردعه أي شيء، وهنا وفي هذه اللحظات تحديداً، يتبادر إلى ذهني ذاك الوعد الذي قطعته ووعدت بأن لا أخرقه بتاتاً، ولكن ولظروف (قاسية) فلابد وأن أفعل، وهو ما سيكون دون المساس بهوية الوعد؛ حرصاً مني على خصوصية الأطراف المعنية، التي وللأسف الشديد فقد وُجد بينها ومنها من قد قطع حبل الثقة ووفر للشك ثغرة سمحت له بالدخول وبكل وقاحة، فما كان مني إلا وأن قررت امتشاق قلمي؛ كي أتحدث عن الموضوع بشكل عام ودون الوقوف على التفاصيل الخاصة والصغيرة، وعليه فإليكم التالي:1 — لم يخلقنا الله عبثاً، ولكن لمهمة ندركها وسندركها أكثر كلما زاد التأمل، وتبعه التساؤل الذي يعيش على (ماذا) و(لماذا) وسيصل بنا إلى الإجابات التي سندرك معها بأن وجودنا في هذه الحياة ليس وليد (صدفة)، تسمح لنا بالتخبط وفعل كل ما يحلو لنا دون أن نخضع للمحاسبة مع كل محطة نقف عندها، وهو ما يعني أن كل خطوة محسوبة وإن لم نكن لندرك ذلك؛ لذا فكروا، وتذكروا أن المحاسبة وإن لم تكن منكم فستقع ذات يوم على رؤوسكم ما لم تتداركوا الوقت قبل أن يدرككم.2 — من يدرك أهمية المحاسبة ولكنه يفر بنظراته بعيداً عنها، ويحسب بأن انشغاله بأي شيء آخر سينقذه منها تلك المحاسبة، فهو ودون شك قد ظلم نفسه؛ لأن هروبه لن يمده بأي شيء سواه امتداد رحلة الحياة بشكل مطاطي سيعود به إلى ذات النقطة التي تستجوب المحاسبة، التي وإن كانت منه لوفر على نفسه الكثير، ولكن وبسبب حماقته فلقد دار بخطواته حيث كان، وتحديداً حيث لن يجد سواها الأمنيات الوهمية التي لن تقدم ولن تؤخر.3 — من يحسب أنه وبهروبه من محاسبة ذاته يفعل الصواب، فهو ودونك شك يرتكب أكبر الأخطاء على الإطلاق وذلك؛ لأن التعرض لمحاسبة الذات سيجعله يفكر ملياً قبل كل خطوة يرغب بالتقدم بها؛ كي يضمن الخير والسلامة له وللآخرين، في حين أن اعتماده في تلك المهمة على غيره، سيسمح له بالتعمق أكثر في بحر الأخطاء حتى يصله طوق النجاة، الذي سيأخذه بعيداً حيث المحاسبة الحقيقية، والتي وإن كانت منه لوفر على ذاته الكثير والكثير من الوقت، الذي كان من الممكن بأن يحظى به لنفسه.4 — لن تكون النجاة حتى وإن وصلت إلى طوق النجاة وذلك؛ لأن المحاسبة التي ستخضع لها ستكون من العيار الثقيل الذي قد لا تحتمله وإن حسبت بأنك تستطيع فعل ذلك؛ لذا لا تحزن حين تقابل من سيهاجمك؛ بحثاً عن حقه الذي تهاونت فيه منذ البداية المطلقة التي لم تتطلب منك سواها (محاسبة ذاتك)، وهو ما سيعود بنا إلى نقطة البداية حيث (المحاسبة) التي يجدر بها بأن تبدأ منك لذاتك، وهي تلك التي وإن تجاهلتها لوجدت من سيُذكرك بها بعد أن يتولاها عنك ويبدأ بمحاسبتك عن كل صغيرة وكبيرة كانت منك، وكان من الممكن بأن تخضع لها (أي تلك المحاسبة) بجرعة أقل حدة وشدة حين كنت المسيطر وكان الوضع تحت سيطرتك وحدك فقط.وما الهدف من كل ما قد سبق؟الهدف يا (عزيزي المستهتر بحق ذاتك) من كل ما قد سبق ذكره هو تذكر التالي: التزامك بما عليك من واجبات سيوفر لك فرصة الحصول على حقوقك كاملة ودون أي نقص يمكن بأن تعاني منه، في حين أن ميلك لغير ذلك سيتسبب لك بالكثير من الخسائر، التي ستقع على رأسك وحدك، ولن تتمكن من التخلص منها بسهولة حتى تسعى إلى فعل ذلك وبكل جد، سيكون لك متى أدركت أن ضبط تصرفاتك، يعتمد عليك، والنتائج التي ستجنيها منها تلك (التصرفات) ستعتمد في حلاوتها أو العكس عليك أيضاً؛ لذا فكر ملياً في كل ما تود القيام به، وتذكر بأن الحياة ليست لك وحدك؛ لتفعل فيها ما تريد دون أن تضبطها ذاتك، ولكنها فرصة قد وُفرت للجميع، ويجدر بك تعلم معنى المشاركة؛ كي تعرف متى تعطي ماذا؟ وما الذي ستأخذه في المقابل، وحتى حين تذكر أنك وإن ضبطت تصرفاتك فلن تسمح للآخرين بتولي هذه المهمة عنك، وعليه ستمضي حياتك وأنت أكثر سعادة بها إن شاء الله.