10 أكتوبر 2025
تسجيلانتفاضة الغضب التي عمت الأراضي الفلسطينية امس في قطاع غزة والضفة الغربية والمناطق الواقعة داخل الخط الأخضر احتجاجا على مخطط برافر، وما حدث خلالها من مواجهات مع قوات الاحتلال؛ كشفت بجلاء عن عودة روح المقاومة والوحدة الفلسطينية في مواجهة سياسات التطهير العرقي واغتصاب الحق الفلسطيني التي يقودها الكيان الصهيوني. لقد شارك آلاف الفلسطينيين في رام الله المحتلة والقدس المحتلة وقطاع غزة، وفي مناطق النقب وحيفا داخل الخط الاخضر في "يوم الغضب" الذي دعا إليه ائتلاف شباب الانتفاضة للتصدي لمشروع قانون "برافر ـ بيغن" الذي صادقت عليه حكومة الاحتلال الاسرائيلي، ويهدف لمصادرة ما يقارب من 800 ألف دونم من أراضي النقب، وتهجير ما يقارب 70.000 من الأهالي، وهدم 36 قرية غير معترف بها رغم وجود تلك القرى السابق على وجود الكيان الإسرائيلي. إن هذا المخطط الذي يأتي في إطار الهجمة الاستيطانية ومحاولات حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المستمرة لنزع ملكية الأراضي من السكان العرب على أراضي فلسطين المحتلة، لن يمر في مواجهة هذه الهبة الشعبية المسلحة بالإيمان بالقضية والحق في الأرض. وقد ظهر ذلك جليا يوم امس حيث تراصت صفوف الشعب الفلسطيني بكل فصائله داخل الأرض المحتلة ليشعل نار المقاومة الشعبية ضد المحتل الغاصب، ومواجهة مخططاته البغيضة ومساعيه المتواصلة لتطهير الأرض من من سكانها الأصليين أصحاب الحق ومحاولة طمس كل ما يدل على وجودهم التاريخي فيها. إن الهبة الفلسطينية لمقاومة مؤامرات الاحتلال ومخططاته والتي ترقى إلى كونها تشكل بوادر انتفاضة ثالثة؛ ينبغي أن تتواصل وأن تجد الدعم عربيا وإسلاميا ومن كل المساندين للحق العربي الفلسطيني، خصوصا في ظل مشروعات الاستيطان اليهودي التي لا تتوقف، والعدوان المستمر على المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها ما يتعرض له المسجد الأقصى والقدس المحتلة من محاولات تهويد.