13 سبتمبر 2025
تسجيلمن الأمثال الشعبية الدارجة التي تناقلت جيلاً بعد جيل، في لهجتنا القطرية الجميلة والموجزة "الحي يحييك والميت يزيدك غبن"، وهذا المثل يستخدم بين الناس في عدة مواضع متباينة في العمل، والعلاقات الاجتماعية، وعلى المستوى العائلي للدعم المعنوي ولدلالة ان هذا الشخص مثال للنشاط والفاعلية. يتصفون بأنهم عون لمن حولهم، فيسعد بهم من يرافقهم ويكون مصدر ثقة. تجده يبث فيك روح التفاؤل والعزيمة على النجاح والانجاز. أضف لذلك هؤلاء الأشخاص وكأنهم يعيدون الحياة للمكان ومن حولهم، فعلى المستوى الفردي والاجتماعي اختر من يكون معك من تكون يدك بيده لتزهر، لا تختر من يعيدك للوراء بل من الأمثلة كثيرة حولنا وفي العمل فتجد المسؤول الواثق من نفسه يأخذ بيد من حوله ويساعدهم بالارتقاء والنجاح بل والارتقاء معه، والمقياس الحقيقي عندما يكون حياً.. فإنه يقفز قفزاً.. ليتقدم كل الخطى.. من صفاته انه يلمس فيك الكثير من المميزات فيدعوك للثقة بنفسك وإبراز قدراتك وأنك تتمتع بصفات تساعدك على النجاح في هذا الأمر أو ذاك، لا يرضى ان يجد أحدهم متعثرا ولا يقدم له الحلول المناسبة. سيدنا ابراهيم عندما اتى لزيارة ابنه إسماعيل فلم يجده فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت: خرج يبتغي لنا، قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم، فقالت: نحن بخير وسعة وأثنت على الله فقال ما طعامكم قالت اللحم قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء. قال النبي صلى الله عليه وسلم: .. ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم دعا لهم فيه، قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه، قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه يثبت عتبة بابه. فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم أتانا شيخ حسن الهيئة، وأثنت عليه، فسألني عنك فأخبرته فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا بخير، قال: فأوصاك بشيء؟ قالت: نعم.. هو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك. قال: ذاك أبي وأنت العتبة، أمرني أن أمسكك. إن تحمل مسؤولية من حولك يعتبر قدرا من الأمانة والوعي الذي تتمتع به، ساعدهم أنت بالصعود والتحليق لأماكن أرحب وبالتأكيد ما تفعله يعود اليك، لا تثبط عزيمتك بسبب اشخاص أنكروا ما تقدمه لهم عندما احتاجوا مساعدتك. لا تجعل من حولك يهبط من عزيمتك، وارقَ بروحك واكتشف مواهبك ومن حولك، فأنت كـفء للمضي في هذه الحياة، وأنت قادر على أن تجد خطوات النجاح لتسير عليها، وعندما يكون من تتعامل معهم في حياتك اليومية طرازا حيا، فانهم يكونون على قدر كبير من الوعي والأمانة الحي. إن الامر لا يشمل اشخاصا فقط وانما أيضا بلاد ومدن وعواصم تزهر وتزدهر بوجود من يحييها وتنطفئ بمن يميتها، ولو تأملت مسارات التاريخ وما مر بالبشرية من حضارات وامم بعضها قاومت رياح التغيير وبعضها اندثرت، لأدركنا حكمة الحياة وقيمتها ومعنى هذا المثل البسيط في مبناه والعميق في معناه. نعم.. إن ما ينطبق على حياة الفرد الخاصة ينطبق أيضا على حيوات الأمم والشعوب العامة، ولا جديد غالبا تحت شمس الإنسانية، فالعبر تتكرر والدروس تتماثل وهنيئا لمن لاحظها وحرص عليها وتعلم منها ولو أقل القليل. ولذلك نجدد النصيحة بملازمة من يحيينا على كل المستويات ومجانبة من يميتنا حتى ولو بغير قصد منه وأيضا على كل المجالات.. تلك هي سنة الحياة! وكل هذا بيني وبينكم ...