10 سبتمبر 2025
تسجيلأصدرت سعادة وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة قراراً بتخصيص أيام ثابتة من كل أسبوع لمقابلة المراجعين والراغبين في مقابلتها بتقديم الطلب وتأكيد الموعد برسالة نصية للمتقدم بالطلب وذلك بتحديد يوم وتاريخ ووقت المقابلة (فعلياً تم التطبيق). وهذه خطوة كبيرة ومهمة قامت بها الوزيرة وهي خطوة لا شك بأنها محسوبة لها وفتح باب للتفاؤل بعمل تلك الوزارة وعلى رأسها سعادة الوزيرة. أصدر سعادة وزير الأوقاف والشؤون الأسلامية قرارا بصرف مكافآت تحفيزية للأئمة والخطباء، وعودة الطلاب لمراكز تعليم القرآن ووضع الأئمة على الكادر الإداري بدل الكادر العمالي وصرف مستحقات مالية لدعم الكهرماء والماء، تلك الخطوات قامت بإرسال رسالة إيجابية للأئمة والخطباء ورسالة إيجابية للمجتمع ككل، فتلك القرارات رفعت نسب التفاؤل لدى المجتمع في عمل هذه الوزارة تحت قيادة سعادة الوزير. إن مسؤوليات الوزير مسؤوليات كبيرة جداً فهي تبدأ بالمسؤولية العظمى أمام الله عز وجل وظفره بالميزان الحسن دون ميزان السوء والمنقلب والعياذ بالله وتقع المسؤولية الأخرى أمام ولي الأمر الذي سلمه الأمانة بالإضافة إلى المسؤولية أمام المجتمع ككل، ولكن هل تقف مسؤولية الوزير في تنصيب عدد من الأشخاص في مناصب شتى في أروقة الوزارة والمزمع قيامهم بالواجبات الوظيفية والمسؤولية التي تقع على عاتقهم؟. إن الوزير هو المسؤول الأول عن جميع التعيينات ولا يكتفى بذلك بل يجب على الوزير ومراقبة تلك التعيينات وليس الاكتفاء بالتعيين دون متابعة أو مراقبة وهذه من صميم مهامه، وأي خلل في المنظومة ووجود تعطل لمصالح المراجعين وجب على الوزير متابعة هذا الخلل ومصدره واتخاذ اللازم نحوه. يستغرب الكثير من توجه بعض المراجعين لطلب مقابلة الوزير، وأنني لا أرى أية غرابة في هذا الطلب في حال سعي المراجع لإنهاء معاملته في الدائرة الحكومية وعدم انتهاء معاملته من قبل المسؤولين وقضاء فترات طويلة في أروقة الوزارة دون انتهائها، وأن من دواعي طلب المُراجع لمقابلة الوزير أن بعض المسؤولين يضعون الأمر في عدم انتهاء الإجراء أو تعطل أو التحجج بأن الأمر "من فوق" مما يضطرب المُراجع لطلب هذه المُقابلة. والأمر الآخر الذي يجب أن ينتهي هو عندما يتجه المراجع لمقابلة الوزير لتُلقى عليه عبارة الوزير "مشغول" فيُمنع من المُقابلة لشهورٍ عدة أو سنوات أو قد يغادر هذا الوزير منصبه ولم تتم المقابلة، فهذا ينم عن قصور في العمل، فمن المهام والأعمال التي تقع على عاتق الوزير مقابلة المراجعين بناءً على الطلب المقدم ويجب أن يعلم المسؤول عن مكتب الوزير أن هذا المراجع ومعاملته هي من صميم عمل الوزير ووزارته، فلا منطق أن يكون الوزير مشغولا عن عمله!. بعض الوزارات وضعت حواجز لمقابلة مدير إدارة فأصبح من الصعب مقابلة مدير إدارة، ومن كانت لديه معاملة يُطلب منه أن يتواصل مع الموظفين الذي لا يستطيع في كثير من الأحيان الوصول إلى مكاتبهم ويُكتفى بإشعار المُراجع بالاتصال الهاتفي والذي لا يوجد له مُجيب أو لا يتم حل الموضوع الذي يسعى لحله!. فالواجب معرفته من الموظفين والمسؤولين القائمين على خدمة المراجعين أن ما يُريده المُراجع ليس زيادة في الخدمة بل ما يُريده هو إنجاز معاملته وأعماله، والتي هي من أساسيات عمل جميع وزارات الدولة بوزرائها ومدرائها فـ قليل (إنجاز المعاملة دون تعطيل) يُغني عن كثير (تقديم خدمات إضافية) وهذا هو المطلوب فقط. نتمنى أن تحذو الوزارات الأخرى حذو وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة فيما اتخذته من إجراءات وأن تُلغي سياسة الباب المقفول على الوزير وعلى مديري الإدارات والأقسام، كما أن من الضروري أن تعمل جميع الوزارات في تفعيل الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي وهذا ما يعطي انطباعا عن عمل تلك الوزارات وفاعلياتها. أخيراً (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ). bosuodaa@