قطر وتحديات المناخ

تحتل قضية المناخ موقعا متقدما ضمن أولويات دولة قطر، باعتبارها أهم وأخطر التحديات في عصرنا الحالي، بسبب آثارها الكارثية على جميع جوانب الحياة بما يهدد مستقبل الأجيال الحالية والقادمة، الأمر الذي يجعلها في قلب الاهتمامات الرئيسية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى. وفي هذا الإطار جاءت مشاركة سموه، أمس في المؤتمر السادس والعشرين للأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP26 في مركز المؤتمرات بمدينة غلاسكو بإسكتلندا، واللقاءات التي أجراها سموه مع عدد من أصحاب الفخامة والسمو والمعالي رؤساء الدول الشقيقة والصديقة ورؤساء الوفود المشاركين في المؤتمر. لقد كانت مشاركة صاحب السمو في قمة غلاسكو بشأن تغير المناخ، مناسبة وفرصة للعمل مع قادة دول العالم على حشد الجهود للوصول لأهداف الأمم المتحدة في تخفيض انبعاثات الكربون والتصدي لمخاطر التغير المناخي، وهي مشاركة تأتي تعزيزا لدور دولة قطر البارز كعضو فاعل في الجهود الدولية المتعلقة بمكافحة التغيرات المناخية ودعم الخطط العالمية للحفاظ على كوكب الأرض من تزايد الانبعاثات الكربونية المميتة. وكان اللقاء المهم بين سمو الأمير المفدى مع دولة السيد بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا على هامش انعقاد المؤتمر، فرصة للإعلان عن الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وشركة "رولز-رويس" البريطانية، لإنشاء مركز عالمي للابتكار في تكنولوجيا المناخ، بهدف تعزيز الأعمال التي تؤدي إلى تسريع التحول في مجال الطاقة والاستثمار فيها وتنميتها على مستوى العالم وإحداث التغيير التكنولوجي الإيجابي في مواجهة تحدي تغير المناخ. إن هذه الشراكة هي امتداد لمبادرات دولة قطر العديدة في مجال التصدي لتحديات تغير المناخ، الأمر الذي جعل من قطر نموذجا يحتذى به في المنطقة في التوازن بين التنمية والوفاء بالتزاماتها البيئية الدولية، بما يحقق الأمن والتنمية والازدهار على المستويين الإقليمي والدولي.