11 سبتمبر 2025

تسجيل

جامعة داعش!

02 نوفمبر 2016

هل لا توجد علاقة ارتباطية واضحة بين الفقر والمستوى التعليمي والتحول إلى التطرف أو ممارسة الإرهاب؟ الدراسة الأخيرة التي نشرها البنك الدولي بينت أن غالبية الذين ينضمون إلى الجماعات المتشددة كانوا حاصلين على تعليم جيد ومن أبناء الطبقة الثرية، وأشارت الدراسة إلى أن 69% من المتطوعين في داعش قالوا إنهم اجتازوا مرحلة التعليم الثانوي على الأقل، بينما قال 15% فقط إنهم تركوا المدرسة قبل إنهاء المرحلة الثانوية، فيما بلغت نسبة الأميين حوالي 2% فقط. وتوصلت الدراسة إلى أن الفقر والظلم الاجتماعي لم يكونا سببين رئيسيين في التحول إلى التطرف العنيف، وكانت الدول الغنية أكثر احتمالا في توريد متطوعين أجانب إلى داعش من الدول الأخرى! وهناك عدد من المهندسين والأطباء والمدرسين وأصحاب الشهادات العليا من انضم إلى داعش! تساؤلات أخرى ما الذي يدفع النساء للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية والمتطرفة وما طبيعة الدور الذي تلعبه المرأة هناك وهل ينحصر دورها في الطبخ والجنس والعمليات الانتحارية؟ التقرير الذي نشرته منظمة "فين تشرش إيد" الفنلندية غير الحكومية والمختصة بدراسة حالة جماعة بوكو حرام "التعليم حرام" أوضح أن فرصة تولي النساء في هذه المنظمة مهام قتالية متساوية لفرصة تولي الرجال. الأطفال أيضا كان لهم نصيب في الدراسة، فلقد بين تقرير منظمة اليونيسيف الدولية أن جماعة "بوكو حرام" جندت صغيرات بعمر الثمانية أعوام، لتنفيذ أعمال انتحارية، كما جند داعش أطفالاً ودربهم على ذبح الرهائن، وجزّ رقابهم، وإطلاق النار على رؤوس المعتقلين، وسمى هؤلاء الأطفال أشبال الخلافة، كما جنّد قاصرات من أوروبا ومجموعة من الدول الغربية.لم تكن الدوافع في ممارسة التطرف والإرهاب مرتبطة بالفقر والجوع والبؤس والحاجة، بل إن أغلب المناطق في العالم التي تعاني من هذه الهواجس لم ترسل إرهابيين لكي يفجروا أنفسهم في مناطق الصراعات والنزاعات! وإذا افترضنا جدلا أن هؤلاء مغيبون ويحملون وعياً زائفاً، فمن أين اكتسبوا وتحصلوا عليه ومن كان وراء تزويدهم به وهل المناهج الدراسية والتعاليم الدينية التي تم تلقينها لهم أسهمت في ذلك، وما الذي نستطيع أنه نفعله لكي ننقذهم أو لكي ننقذ غيرهم من الوقوع في نفس المستنقع الآسن؟