12 سبتمبر 2025
تسجيلاحتفال شبكة الجزيرة بالذكرى السابعة عشرة لانطلاقتها مناسبة عامة تخص كل الشعوب وليست خاصة بالعاملين في ادارات الشبكة ومؤسساتها الاعلامية ذلك ان الجزيرة منذ ان تبنت الحقيقة المجردة والرأي والرأي الاخر لنقل الواقع كما هو والوقوف الى جانب القضايا المحقة اصبحت ملكا للشعوب العربية التي وجدت فيها ملاذا آمنا يحررها من قيود الاستعمار الاعلامي الذي فرضته عليها الانظمة المستبدة على امتداد العقود المنصرمة. لقد كانت الجزيرة منذ انطلاقتها بمثابة المنارة التي كسرت عتمة الاعلام العربي والظلمة الدامسة لاجهزة الرقابة للانظمة الفاسدة والبائدة فأنارت بجرأتها طريق الحقيقة وأنارت العقول التواقة للمعرفة التي هي ابسط حقوق الانسان. ولاجل تلك الاهداف النبيلة دفعت الجزيرة اثمانا باهظة حيث قدمت فداء للحقيقة ونصرة الشعوب الشهداء والجرحى والاسرى والمعتقلين وواجه مراسلوها في العواصم العربية مختلف انواع التحديات لكنها إزدادت اصرارا والتزاما على متابعة مسيرتها. مما عزز ثقة الشعوب بها وعزز قناعتهم بان الجزيرة ملكا لهم وليست ملكية خاصة. هذه القناعة لدى الشعوب تكرست بفعل مسيرة الجزيرة الحافلة بالعطاء حيث كانت دائما في قلب الحدث وخصوصا الحدث الذي يرتبط مباشرة بقضايا الشعوب العربية فهي كانت في العراق الصوت الابرز، وفي فلسطين سلاح الكلمة، وفي لبنان منبر الانتصار على العدوان، وفي غزة جسر العبور من الحصار الى حرية الكلمة والصورة لفضح ابشع عدوان يمارسه الاحتلال، وفي ثورات الربيع العربي كانت الجزيرة هي ربيع الثورة. ولعل التزام الجزيرة بالمهنية وبالمصداقية وعدم مجافاة الحقيقة جعلها هدفا مشتركا لكل الاطراف والقوى الاقليمية والدولية التي كانت تتصارع على كل شيء لكنها كانت تلتقي على معاداة الجزيرة ومحاولات النيل منها بالتشويش حينا وباغلاق المكاتب احيانا وباستهداف المراسلين دوما. لعل اهم ما في مناسبة الاحتفال بالذكرى السابعة عشرة ان الجزيرة اصبحت جزءا مهما من التاريخ العربي الحديث مثلما اصبحت نقطة تحول في الاعلام العالمي.